لقاء " السيسي" و أردوغان نهاية للمشروع التركي و فرض لرؤية مصر
لعل لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي على هامش افتتاح بطولة كأس العالم بقطر ، كان الحدث الأهم عربياً و عالمياً ، داخل الدوائر السياسية ، و كيف لا و قد جاء بعد سنوات من العداء التركي العلني لمصر ؟
ذلك اللقاء في حقيقته إذعان واضح من الجانب التركي لما إشترطته مصر و ليس لشروطه هو .
و لن نكن مبالغين إن قلنا ، أن ذلك اللقاء ليس بداية لحقبة جديدة من العلاقات المصرية التركية بقدر ما هو إعلان رسمي بنهاية الحلم و المشروع التركي للشرق الأوسط ، حيث تجرع أردوغان كأس المرارة و هو يصافح رمز
الدولة المصرية التي تحطمت علي صخرتها كافة المشاريع الاستعمارية على مر التاريخ .
عودة بالذاكرة قليلاً إلى الوراء حين كان يرفع أردوغان شعار رابعة الإخواني في كل المحافل ، فضلاً عن رفضه المتكرر الاعتراف بالنظام المصري بقيادة السيسي ، كفيلة بأن توضح مدى ثقل مصر كما توضح مقدار التحول الكبير في موقف الرئيس التركي ، كما أنها تثبت بما لا يدع مجالا للشك ، إفشال مصر للمخطط الإخواني المدعوم تركياً ، و استخراج شهادة وفاة رسمية له بتاريخ 11/ 11 .
كما حسمت مصر ملف الغاز في شرق المتوسط ، أحد أهم الاوراق التي كان أردوغان يناور بها ، و أصبحت القاهرة مركزا عالميا ، يتمنى الرئيس التركي الانضمام إليه بعد موافقة مصر ، و ضاعت مليارات قطر و تركيا التي أنفقوها لإسقاط مصر ثدى و في الملف الليبي ، رسمت القاهرة الخط الأحمر " سرت _ الجفرة " ، لإيقاف السيطرة التركية على ليبيا ، و منع سرقة منابع البترول في الشرق الليبي .
و حتى نكن أكثر واقعية ، لابد و أن نقر بأن تلك المصالحة ستكون مفيدة للطرفين ، بل و لدولة قطر أيضا ، خاصة مع تبدل الحسابات ، و احتياج الدولتين لثقل القاهرة التاريخي و الحالي و خاصة عسكرياً ، كما أن مصر ستحيد و تجفف منابع الإرهاب للتفرغ لبناء الدولة ، فمن المعروف أن تركيا و قطر أكثر من مول الإرهابين في سيناء ، كما أنه سيمنع مواجهة حتمية في ليبيا و صداما كان قريباً جداً بين الجيشين المصري و التركي .
هي ليست صورة و حسب ، إنما هي اعتراف و إذعان من الجانب التركي ، و تدشين لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط .