أحداث هامه مع نور سلامه

في مثل هذا اليوم، 11 مايو من عام 868 ميلادية، شهد العالم حدثًا تاريخيًا غيّر مجرى الثقافة والمعرفة الإنسانية إلى الأبد: طباعة أول كتاب في التاريخ باستخدام تقنية الطباعة الخشبية، وكان ذلك في الصين خلال عهد أسرة تانغ.
الكتاب الذي يحمل عنوان "سوترا الماس" (Diamond Sutra) هو نص بوذي ، تم حفره وطبع صفحاته على لفافة من الورق بطول خمسة أمتار، بخط دقيق ورسوم فنية مذهلة، وأُرفق بنقش يوثق تاريخ طباعته:
"في اليوم الثالث عشر من الشهر الرابع، من السنة التاسعة لعهد شيانتونغ (868م)، تبرع وانغ جي بطباعة هذا الكتاب "
هذا الحدث لم يكن مجرد إنجاز تقني، بل يمثل ثورة فكرية ومعرفية مهدت لطباعة الكتب لاحقًا في كل أنحاء العالم، وفتحت أبواب التعلم للجماهير بعد أن كانت حكرًا على النخبة.
لكن يعتقد الكثيرون أن الطباعة بدأت في أوروبا مع اختراع يوهان غوتنبرغ للمطبعة في القرن الخامس عشر، لكن الحقيقة أن الصين سبقت ذلك بقرون، مستخدمة الطباعة البارزة على الخشب، حيث كانت تُنقش الأحرف والصور على ألواح خشبية، ثم يُضغط الورق عليها بالحبر.
ورغم بساطة هذه التقنية مقارنةً بالطباعة الحديثة، فإنها كانت البداية الحقيقية لعصر جديد من نشر الفكر والمعرفة.
النسخة الأصلية من "سوترا الماس" محفوظة الآن في المكتبة البريطانية، وتُعد أقدم كتاب مطبوع مؤرخ معروف في العالم. وقد أثار اكتشافها في أوائل القرن العشرين دهشة الباحثين، لما تحتويه من دقة فنية .
من الصين إلى العالم، ومن لوح خشبي إلى مطابع رقمية فائقة السرعة، تبقى "سوترا الماس" رمزًا خالدًا لبداية حضارة القراءة، وتذكرة بأن ثورة الكلمة بدأت من فكرة محفورة في الخشب... ثم نُقلت إلى القلوب والعقول.