من غشنا فليس منا
إن ما هو معلومٌ ومُسَّلَّم به بين الناس أن الغش حرامٌ شرعًا، ولكن مع ذلك ترى البائع يغش ويخدع في بيعه والطالب يغش في الإمتحان، بل إن بعض الناس يرى أن الغش يكون في اللبن فقط وهذه دعوة لا أساس لها في الدين؛ فقد نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- عن الغش بكل أنواعه وعن المكر والخداع للمسلمين سواء كان في اللبن أو البيع أو أي شيء آخر فيُطلَق عليه (الغش) ولو أراد الرسول-صلى الله عليه وسلم-الغش في اللبن فقط لكان وضح ذلك بأن الغش لا يكون إلا في اللبن، ولكنَّ الرسول- صلى الله عليه وسلم-قال: "من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا" [ رواه مسلم] الحديث عام أن من يغش مسلمًا فليس من أمة محمد-صلى الله عليه وسلم-.
وفي رواية لمسلم: "أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- مَرَّ على صُبْرَةِ طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: ما هذا ياصاحب الطعام؟. قال: أصابته السماء يارسول الله، قال: افلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس، من غشنا فليس منا"
وقال:-صلى الله عليه وسلم- "مَن بايعت، فقل: لا خلابة" أي لا خديعة وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ خَبَّبَ زوجة امرئ، أو مملوكَهُ، فليس منا" [رواه أبو داود] أي من أفسده وأخدعه.
فكل ذلك الأدلة إن دلت فهي تدل على تحريم الغش والخداع بعامة.
وتحريم الغش من سماحة الإسلام وكيف أن الإسلام يحافظ على المجتمعات من التفكك والهدم؛ فالطبيب الذي تخرج بالغش قد ينهي حياة أشخاص بسبب دواء خاطئ، أليس ذلك يُعد قتل وإزهاق روح؟!
قد ينهار البناء بسبب مهندس نجح بالغش... الخ.
لذلك كان الغش حرامًا.
إن كل فرد من أفراد المجتمع يجب عليه أن يُخلص عمله لله، حينها سيرى ثمرة جهده.
ازرعوا في أولادكم حب العمل والإجتهاد والسعي من أجل الوطن، ازرعوا فيهم كيف نتعاون كي نبني مجتمعًا، علموهم أن النفع الشخصي لا يأتِ إلا بالضرر على الجميع.
إن الغش يُعَدّ فسادٌ للشخصية وفسادٌ للمجتمع، وأن الله لا يبارك في عملٍ مَنْشَأه حرام.