مودة ورحمة
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الظُّلْمُ ثَلاثَةٌ، فَظُلْمٌ لا يَغْفِرُهُ الله، وَظُلْمٌ يَغْفِرُهُ، وَظُلْمٌ لا يَتْرُكُهُ، فَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَغْفِرُهُ الله فَالشِّرْكُ قَالَ الله: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي يَغْفِرُهُ ظُلْمُ العِباَدِ أَنْفُسَهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الظُّلْمُ الَّذِي لا يَتْرُكُهُ الله فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا حَتَّى يُدَبِّرُ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ"
اذاً فظلم العباد بعضُهم بعضأً لا يغفره الله ، إلا إذا تحلل الظالم من ظلم من ظلمهم قبل الموت .
ان الزوجه الظالمة لزوجها يحاسبها الله _ تعالي _ وهو من الذنوب التي لا يغفرها الله إلا بمسامحته لها . ومن الثابت شرعاً أن طاعة الزوجة المسلمة لزوجها من أحد سبل النجاة من النار والفوز بالجنة .
وقد وصف الله سبحانه وتعالي الزواج بالميثاق الغليظ تحذيراً لكل من الزوج والزوجة من الإخلال بواجباتهم تجاه الآخر.
بعض النساء تتصف بصفات حادة ويتحول ضعفها إلي شراشة مما يجعلها تظلم زوجها وتهدم الأسرة.
صور ظلم الزوجة لزوجها
1) المقارنة :
من أحد أهم أركان السعادة في الحياة بشكل عام وفي الحياة الزوجية بشكل خاص ، هو الرضا والقناعة . وترتكب كثيراً من الزوجات خطأ فادح وهو مقارنة أزواجهن برجال آخرين ، وهو ظلم كبير للزوج وسبب لتحويل الحياة الزوجية إلي جحيم.
فالزوجه تهمل ما في زوجها من إيجابيات ولا تركز إلا علي السلبيات فقط وبالتالي لم ولن تشعر بالسعادة .
2) الشك وسوء الظن :
تظلم الزوجة زوجها بالشك الدائم والغير مبرر في كل حركاته ومكالماته بل وملاحقته بشكل دائم ، هذه الغيرة المذمومه تدمر الحياة الزوجية .
المرأه الشكاكة تعيش في عذاب واحياناً تدفع الزوج إلي ارتكاب الخيانة من كثرة المشاكل والضغوط التي تمارسها عليه .
3) تحميل الزوج فوق طاقته :
قال تعالي: ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا )
هذه القاعده تعالج الكثير من المشكلات الزوجيه ، لان الكثير من أسباب الشجار ببن الزوجين هو مطالبة الزوجة لزوجها بأكثر من طاقته وما يفوق قدرته ، وفي حالة رفضه تتحول الحياة إلى جحيم .
ان مسألة الإنفاق يحكمها العرف والأستطاعة، فينفق كل إنسان بقدر أشباهه في المكانة والدخل والاستطاعة.
4) تكفير العشير :
وهو أن تنسي فضله ولا تتذكر له إلا كل سوء وكل تقصير متناسية تعبه من أجل راحتها وراحة أبناءه واسعادهم.
والمرأه مأمورة بنص القرآن والسنة برعاية زوجها والاعتراف بفضله وأن لا يدفعها مشاعر الكراهية له إلي نكران الجميل وأن تقول هذه الجملة المذمومة ( ما رأيت منك خيراً قط )
وفي الحديث الشريف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها ، وهي لا تستغني عنه " .
5) إفشاء سره وسر بيتها :
الخصوصية بين الزوجين تتطلب عدم إفشاء أسرار البيت والمشكلات التي تقع بينهم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الرَّجُلُ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وتُفْضِي إِلَيْهِ، ثم يَنْشُرُ سِرَّهَا. أَخْرَ.جَهُ مُسْلِمٌ .
وان إفشاء أسرار الزوجية علي صفحات التواصل الإجتماعي ، يرفضها الشرع ويحذر منها علماء الدين لأن عواقبها وخيمة وتؤدي إلي انهيار الأسرة .
6 ) الإهمال:
ان اهتمام بعض الزوجات أنفسهن ومظهرهن خارج البيت فقط ، وعدم الإهتمام بأنفسهن داخل البيت سبب رئيسي لنشوب العديد من المشكلات والمشاحنات بين الأزواج .
والزوجة التي تهمل زوجها وتتكاسل عن خدمته وتتجاهله وكأنه يعيش وحيداً في البيت دون الإهتمام بشئونه وتتعدي علي حقوقه تتسبب في ضياع الحب بينهم و قتل روح الموده بينهم مما يضطر الزوج للزواج الثاني .
7) الخيانة :
قال تعالي
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )
من أبشع أنواع الظلم للزوج هو الخيانه ، والتي لا شرع ولا عرف ولا أخلاق ولا عقل يقبلها .
وللأسف لاحظنا في الآونة الأخيرة العديد من حالات العنف الأسري وقتل الأزواج والتي كان السبب الرئيسي فيها هو الخيانة.
اختي الفاضلة : من رزقك الله زوجاً صالحاً يتقي الله فيكي ذو خلق ودين
يبذل قصاري جهده لاسعادك ، في ظل كل هذا الكم من الضغوط الإجتماعية والاقتصادية والأخلاقية، فلتحمدي الله علي هذه النعمة .
اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبيل الرشاد