مستشفى طهطا العام شهادة حق للخبر الفوري أُحاسب عليها يوم القيامه
يقول الله تعالي في محكم آياته: بسم الله الرحمن الرحيم( ونضع الموازين القسط ليوم القيامه فلا تُظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بها حاسبين) صدق الله العظيم
اليوم وانا في المعهد وبعد انتهاء حصتي واذ بأستاذه تأتي اليّ في توتر لتخبرني أن هناك طالبه في أحد الفصول تتوجع ألما فتجاوزت الدرج في ثلاث قفزات لا أكثر وكنت امام الطالبه فمن الوهلة الأولي وبإحساس أم تخيلتها روان أبنتي. ولكن في مثل هذه المواقف لأبد من التماسك و التصرف بحكمه وعامل الزمن ايضا مطلوب فما كان مني إلا أن أمرت فورا بإحضار توكتك ثم أخذت الطالبه أنا وعميدة المعهد وذهبنا قاصدين مستشفي طهطا العام وأنا في الطريق ووسط آهات وصرخات الطالبه كان يجول بخاطري أفكر بمن اتصل؟؟؟
مقدما بمن أعرفهم من الأطباء أو بأقربائي وبلدياتي الممرضات أو أمناء الشرطه بالمستشفي كواسطه للإهتمام بنا عند دخولنا للمستشفي وذلك لما في مخيلتي بالصوره السوداويه عن مستشفي طهطا العام وما بها من إهمال..
...ولكن تراجعت وقولت في نفسي لن أهاتف احدا وسوف اري بأم عيني ماذا سيحدث وسأتصرف حينها بما آراه مناسبا..وتقريبا كاد ان يقرأ افكاري صاحب التوكتك الشهم ودخل بنا حتي باب الإستقبال من الداخل...وإذ يهرولن علينا اربع ممرضات شابات زي الورد وطبيب تمنيت حينها أن اري محمد ابني مثله. ويقودوننا الي داخل حجرة بالإستقبال وتم الكشف علي الطالبه وطمأننا الطيب ثم أدار بوجهه الي الممرضات متحدثا اليهن باللغه الانجليزبه طبعا لم أفهمها وأنصرفوا ...ولم تمض خمس دقائق حتي جاءت ثلاث منهن اثنتان تحمل كل واحدة منهما حقنه وللعلم لم نقم بشراء الحقن والله... والثالثه تحمل في يدها منديلا...وانا واقفة مابين الخوف والدهشه!! الخوف من منظر الحقنه حيث أني أموت رعبا منها ولي مع الحقنه طرائف وغرائب لامجال لسردها الآن...والدهشه من هذا المنديل الورقي الممسكة إياه أحدي الممرضات... المهم وقامت معركة طريفه بين الممرضات وبين الطالبه لخوفها من أخذ الحقنه وقمن بكل ذوق وحنان ورقه في تهدئة البنت وعلي حين غرة أدوا مهمتهم بنجاح والبنت مبتسمه وأنا واقفه أرتجف خوفا وكأني أنا من أخذت الحقنه ولكن أبدو طبعا متماسكه....وهنا جاء دور المنديل أخذت ممرضة منهن تمسح بالمنديل دموع الطالبه ووجهها وتربت علي كتفيها مرددة الي مسامعها بعبارات مثل( الف سلامه...سلامتك....هتبقي أحسن...حاسه بإيه دلوقتي) تمنيت حينها ان أكون في مكان الطالبه حتي أسمع هذا الكلام الحنين!! عافانا الله وإياكم جميعا....ولم يتركونا حتي اطمأنوا علي الطالبه وأنصرفوا....حقا ملائكة الرحمه ...وتركنا المستشفي مودعة أياهن وشاكرة لهن وأومأت برأسي للطبيب بعلامة شكر وعرفان ايضا له
خرجت من هذا الموقف ان ليس كل ما يقال يكون واقع وحقيقي .. ولا نحكم ابدا علي فئة بأكملها من تصرف فردي ولا نقيم الحد علي احد حتي نتحري عنه الصدق فإياكم والظلم ...خرجت ايضآ من هذا الموقف بأن الرحمة والإنسانيه والواجب لا دين لهم فالتي كانت ممسكه بالمنديل وصاحبة احلي وارق العبارات كانت ممرضه مسيحيه تقف جنب الي جمب بجوار زميلتها المسلمه كل يعمل من أجل إرضاء رب واحد ومريض لاحول له ولا قوه...فلكم ايتها الممرضات وانا والله لا أعرفكن ولا أعرف حتي أسماءكن اقول:
إن كان للنجوم افلاكها...وللعبير شذاه..وللبحر درره وأصدافه فإن للمريض امل الا وهو انتم....وفقكم الله وسامحونا إن ظلمناكم يوما