وشهد شاهد من أهلها «من ملفات حرب أكتوبر»
لقد كثرت الأقوال بعد حرب أكتوبر المجيدة في كل العالم ، وصفت واسهبت فى الوصف ، أقوال اعترفت بالحقائق دون مواربة وكيف تخفى والحدث جلل واضح للعين، قوة أعلنت للعالم أنها لا تقهر تساعدها« عدة قوى» وتدعمها ماديا وتقنيا وفنيا، توفر لها ما يجعلها تتقدم باميال عن كل مايحيط بها من دول، و دولة قبلت التحدى وهى لا تملك عشر غريمتها من إمكانيات وتنتظر الدعم العربى والذى جاء فى موعده وحقق هدفه وهذه حقيقة مؤكدة ، وقد اوفت مصر الوعد وسحقت عدوها سحقا ، فمصر دولة أخذت على عاتقها أن تنتصر ليس لنفسها فقط ولكن من أجل الكرامة العربية ، قررت إعادة صياغة التاريخ وفنون الحروب، ولكن بالتحليل والدرس والعودة لكل التواريخ ، نجد أن مصر أول من كونت جيوشا ووضعت قوانين الحرب وفنونها و أسلحتها ، ولما لا فهى الآن تضيف أنماطا من القتال وأفكارا قتالية مبهرة يمكن أن يقول عنها هذا الجيل أنها «تريند» ،وما الغريب فنحن من وضعنا القوانين الحربية ونحن الآن من يغيرها .
والدليل أول صاروخ لقوات بحرية فى العالم أطلق على المدمرة إيلات كان مصريا ، والذى غير نمط الفكر للبحرية العالمية فى قيمة القطع البحرية الصغيرة وأدلة كثيرة ليس وقتها الآن ، ألم أقل لكم نحن من يصنع ويضع الأفكار الجديدة ، وهذا ليس بغريب عن أرض الحضارة الأولى مصر.
لهذا أسوق لكم بعض الأقوال التى قيلت أثناء وبعد حرب أكتوبر
_من الداخل الإسرائيلي
*لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973، و كان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون ، بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم.
لقد كانوا« صبورون »كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوا يعلنون الحقائق تمام حتى بدأ العالم الخارجى يثق فى أقوالهم وبياناتهم
(حاييم هرتزوج – الرئيس الاسرائيلى السابق)
*الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات ، و كنا نطلق عليه النار و هو يتقدم و نحيل ما حوله إلى جحيم و يظل يتقدم و كان لون القناة قانيا بلون الدم و رغم ذلك ظل يتقدم
(الجنرال شموائيل جونين – قائد جيش اسرائيل فى جبهة سيناء)
*إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل ، وإن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين.”
(موشى ديان – 25/12/1973)
*إن القوات المصرية تدخل سيناء من كل مكان، و فى كل اتجاه، و بكل الوسائل ، بطائرات الهليكوبتر و بالقوارب، وسيرا على الأقدام .. إن هذه القوات تقاتل بشراسة و هى مسلحة بأحدث الأسلحة .
(الجنرال كالمان – قائد اسرائيلى فى سيناء)
*هذه حرب صعبة، معارك المدرعات فيها قاسية و معارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيلة بأيامها و ثقيلة بدمائها
(موشى ديان بعد 48 ساعة من الحرب)
_ أقوال من العالم الخارجى
ومن أبرز أقوال العالم عن حرب 6 أكتوبر والتى رصدت بعضها لأنها تحتاج كتابا غزير الصفحات، والتى يتضح منها قيمة تلك الحرب ومافعلته فى الكيان الإسرائيلى حيث فضحتهم أمام العالم
*إن القوات المسلحة المصرية السورية قد أمسكت بالقيادة الاسرائيلية وهي عارية، الأمر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام.
« مراسل وكالة اليونايتدبرس فى تل أبيب.»
*دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات إسرائيلية ، كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة، و غسيلا مصريا على خط بارليف .
«مراسل رويتر – فى اليوم الثالث للحرب»
*كانت مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى أن يصدق أن الدول العربية وخصوصا« مصر» ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال أراضيها، و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزوا انتصارا و قضوا على الصورة السائد عنهم
«صحيفة لوموند الفرنسية»
*أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك و الانعكاسات التى بدأت تظهر عنها فى إسرائيل، تؤكد أهمية الانتصارات التى انهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى وجيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل العربى والمصرى تحديدا و تصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده
(جورج ليزلى – رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج – يوم 29 أكتوبر 1973)
*كل شئ من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر.
ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال، ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ، ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد .
«الكاتب جان كلود جيبوه في كتابة الأيام المؤلفة فى إسرائيل»
*الأمة العربية كلها تحس اليوم بفخر عظيم وشكر عميق لجيوش مصر وسوريا التي حققت للعرب أول انتصار لا رجوع فيه، ومهما تكن النتائج النهائية للمعركة فسوف تبقى حقيقة (أنها أنهت مهانة 1967)، وجددت الكرامة العربية.”
(صحيفة المجاهد الجزائرية
(23/10/1973
*القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عال بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق، حيث أظهر الطيارون المصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام.
كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العالية على تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل (( الميج21)) تحت ظروف القتال الصعبة.
(دور ميدلتون الخبير العسكري)
*الأمر المؤكد أن الجيش الأسرائيلى قد أخفق، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم و معداتهم عبر الجسور الأحد عشر التى أقاموها و التى لم تستطع الطائرات الاسرائيلية تدمير أى منها.
إن الامر الواضح للجيش الاسرائيلى
هو زيادة تصميم الجنود المصريين و قتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم، ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة و كفاءتهم الملحوظة فى إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات.
(هنرى ستانهوب – المراسل العسكرى لصحيفة التايمز – 14 / 10 / 1973)
*إن العرب حققوا الانتصار بقيادة مصر و برهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل و أن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أن القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة
(صحيفة التايمز البريطانية)
*إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها.
فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره، و تكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل
(الجنرال فارا هوكلى – مدير تطوير القتال فى الجيش البريطاني)
*وكما قال شاعرنا ( فاروق جويدة)
الآن أكتب قصتى
ماعاد هذا الصمت يخنق
فى الحنايا ..عبرتى
اليوم تلتئم الجراح
وتطمئن كرامتي ..........
أنا مصر يا تاريخ منطلق الحضارة
أنا مصر يا تاريخ فى الدنيا منارة
أنا قلعة الأمجاد
فى كل العصور
العزم فى الأحشاء عاش
وظل فى روحى يثور
فى كل جزء من ترابى
تنبت الأرض النسور
فى كل جزء من ترابى
تنبت الأرض الزهور
أنا ثورة الإنسان
تعشقها الجنادل والطيور
أنا مصر يا تاريخ
فى كل العصور.
**بعد كل ماقيل لا أجد سوى جملة
«أنها مصر عندما تريد تقدر وتفعل ما تريد ، ولكن كل هذا بإدارة الله والله دائما مع مصر »
كل التحية لأبطال أكتوبر والتحية الأعظم لشهداء حرب الكرامة
تحية لبطل الحرب والسلام الرئيس محمد انو السادات....