جامعة تكريت تختتم دورة صناعة الوعي السياسي ما بعد الصدمة عندما يتحول الألم إلى خارطة طريق للقرار
اختتمت جامعة تكريت، في حدث إنساني وفكري متميز، أعمال الدورة التدريبية بعنوان "صناعة الوعي السياسي ما بعد الصدمة"، التي نظمتها كلية العلوم السياسية بالتعاون مع وحدة شؤون المرأة ذات الإعاقة وشعبة شؤون المرأة، وبشراكة دولية مع مؤسسة BRC العلمية ومجموعة من الجامعات. عكست الدورة جوهر التجربة الإنسانية من خلال تناولها شهادات حية مستوحاة من أعماق التجارب المؤثرة، بعيدًا عن النظريات الأكاديمية الجافة. ركزت النقاشات على تحويل الصدمات من حالات انكسار إلى رؤى سياسية واجتماعية فاعلة، ومن إحساس بالخسارة إلى قوة تضامن تُرمم الهوية وتبني الوعي.
تميزت الفعالية بحضور نخبة من الأكاديميين والباحثين، بالإضافة إلى نساء قدمّن تجارب ملهمة في تحويل الألم إلى دافع حقيقي للعمل والمشاركة السياسية، مؤكدات على أن الجراح لم تعد مجرد ذكريات مؤلمة بل مصدرًا للتغيير ورسالة للصمود. أثنى المنظمون على الجهود المتضافرة التي بذلتها الفرق العلمية والتنظيمية والتقنية، مع إبراز الدور الريادي لكلية العلوم السياسية بجامعة تكريت في تبني القضايا الراهنة وربط النظرية بالواقع. كما أشادت الدورة بوحدة شؤون المرأة ذات الإعاقة لتسليطها الضوء على قضايا هامة وتمكين هذه الفئة من الوصول إلى مواقع القرار، فضلًا عن الدور الدولي لمؤسسة BRC العلمية والجامعات الشريكة في توفير إطار علمي يعزز قيمة النتائج.
أكد المشاركون أن هذه الدورة ليست نهاية المطاف، بل تُعتبر بداية جديدة لمعركة تعزيز الوعي وإعادة الاعتبار للتجارب الإنسانية المؤلمة ودمجها في عملية اتخاذ القرار وتمكين النساء اللواتي واجهن المعاناة ليحصلن على مكانة مستحقة في قيادة المجتمع. خرجت الدورة بتوصيات جوهرية تضمنت ضرورة إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي تضرر بفعل الصدمات واستمرار الجهود الأكاديمية والمجتمعية لتحقيق التضامن الفاعل. اختُتم الحدث بتوجيه عبارات الامتنان لجميع المساهمين في إعادة إحياء قوة الكلمة ومعنى التجربة، مع التأكيد على شعار الدورة الذي يعبر عن الروح الأساسية لها: "من الألم يُنسج الفعل، ومن الصدمة يولد الوعي".



















