18:10 | 23 يوليو 2019

خسرت المنصورة صوتا حرا وربحت شاهدا على زمن القسوة السياسية

1:32pm 20/12/25
صورة أرشيفية
عصران الراوي

لم تخسر المنصورة نائبا عابرا بل فقدت صوتا اختار أن يقف وحده في مواجهة التيار وأن يدفع ثمن الاستقلال كاملا دون مساومة أحمد الشرقاوي لم يكن رقما في كشوف الانتخابات بل كان حالة سياسية نادرة في زمن يتراجع فيه الموقف ويتقدم الحساب
عشر سنوات من العمل النيابي المستقل كانت كافية لكشف الفارق بين من يدخل البرلمان ليخدم الناس ومن يدخله ليخدم المشهد الشرقاوي لم يختبئ تحت لافتة ولم يغير جلده مع تغير المصالح فكان الثمن معروفا حصار تشويه حملات منظمة ومحاولات كسر لم تتوقف لأن الصوت الحر يزعج أكثر مما يهادن
ما حدث في المنصورة ليس مجرد خسارة مقعد بل رسالة قاسية عن مناخ سياسي لا يتسامح مع الاستقلال ولا يكافئ الصدق ويضيق بالاختلاف ومع ذلك فإن الخسارة الحقيقية ليست خروج نائب من البرلمان بل خروج السياسة من معناها حين تتحول المنافسة إلى إقصاء والاختلاف إلى تشويه
أحمد الشرقاوي خرج مرفوع الرأس لأن من يخسر وهو متمسك بموقفه لا يهزم والمنصورة التي ودعته اليوم ستكتشف مع الوقت أن ما ضاع لم يكن شخصا بل نموذجا نادرا لنائب قال لا حين كان قول لا مكلفا
التاريخ لا يكتب فقط أسماء الفائزين بل يسجل أيضا أسماء الذين خسروا بشرف والذاكرة الشعبية لا تنسى من وقف معها حتى النهاية مهما تبدلت النتائج وخسرت المنصورة نائبا نعم لكنها ربحت شهادة على أن السياسة ما زالت قادرة على أن تكون نظيفة حتى وهي تنزف
 


تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum