وفاة مُعتقل داخل السجن ضمن سلسلة انتهاكات الإحتلال الإيراني
توفى المُعتقل الأحوازي أمير نيسي ٢٧ عاما، مساء الثلاثاء ١٨ نوفمبر الجاري، جراء إصابته بتعفن الأمعاء نتيجة الإهمال طبي داخل سجن "شيبان".
أمضى نيسي ٦ سنوات في السجن يقضي عقوبته، وقبل وفاته بعدة أشهر، قدم عدة طلبات للحصول على العلاج خارج السجن، حيث كان يعاني من آلام والتهابات شديدة بالأمعاء تتطلب رعاية طبية مكثفة، ولكن قوبلت طلباته بإهمال من إدارة السجن، ثم تدهورت حالته الصحية بشكل ملحوظ، مما أدت إلى وفاته داخل زنزانته.
شهدت سجون الأحواز خلال الآونة الأخيرة، سلسلة من الإنتهاكات والإهمال المنهجي، الذي يعكس نمطاً خطيراً في ملفات السجون، فوفاة نيسي ليست حادثة فردية، بل واقعة ضمن عدة وقائع حدثت لمعتقلين أحوازيين، كتكدس الزنازين بالمساجين، ونقص الرعاية الطبية، ومنع تحويل الحالات الحرجة إلى المستشفيات خارج السجون، مثل ما حدث لنيسي الذي تُرك يواجه حالته الحرجة دون أي تدخل طبي فعّال.
تشير التقارير إلى أن الوضع الصحي داخل السجون في الأحواز في ظل الإحتلال الإيراني، أصبح يشكّل تهديداً مباشراً على حياة المعتقلين، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات مرضية خطيرة.
وأدانت شبكة "الأسير الأحوازي" بأشدّ العبارات هذا الإهمال الطبي المتعمد الذي أدى إلى وفاة المعتقل أمير نيسي، وتحمّل إدارة سجن شيبان والجهات الأمنية والقضائية المسؤولة، كامل المسؤولية عن هذه الجريمة التي كان من الممكن منعها، إذا تم تقديم الرعاية اللازمة في الوقت المناسب.
وتُطالب الشبكة بفتح تحقيق دولي مستقل للكشف عن ملابسات الوفاة ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الحادث، كما تدعو المنظمات الحقوقية الدولية — بما فيها منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس" و "ووتش"، والمقررين الخاصين للأمم المتحدة — إلى التدخل العاجل لوقف مسلسل الإهمال الطبي الذي بات جزءاً من واقع السجون الأحوازية.
كما تؤكد الشبكة ضرورة السماح للجهات الحقوقية بزيارة سجن شيبان وبقية السجون الأحوازية للإطلاع المباشر على الأوضاع الصحية والمعيشية للمعتقلين، مشيرة إلى أن استمرار التعتيم يمنع كشف الحقائق ويتيح المجال لمزيد من الإنتهاكات المميتة.
كما يكشف وفاة نيسي داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي، خطورة الوضع الإنساني داخل السجون الأحوازية، وتؤكد شبكة الأسير الأحوازي أنها ستواصل متابعة هذه القضية حتى تتضح جميع تفاصيلها، ولن تتوقف عن الدفاع، عن حقوق الأسرى وكشف الإنتهاكات التي تهدد حياتهم يومياً.
وتناشد الشبكة جميع المنظمات الدولية، والهيئات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة، ولجان التحقيق المختصة، بضرورة التحرك العاجل لفتح تحقيق دولي مستقل وشامل حول ما يجري داخل سجن شيبان من انتهاكات ممنهجة، وما يتعرض له المعتقلون من إهمال طبي وتعامل غير إنساني.
وتؤكد الشبكة أن كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين خطوة أساسية لوقف دوامة الوفيات داخل السجون وحماية أرواح المعتقلين الأحوازيين.


















