جامعة المنصورة تحتفل بعيد العلم السادس عشر وتكرّم العالم الجليل أ.د. محمد أحمد إسماعيل أبو العينين ضمن كوكبة تضم ٧٧ عالمًا من رواد التميز العلمي
في انفراد خاص، تجلت جامعة المنصورة كعادتها في أبهى صورها خلال احتفالية عيد العلم السادس عشر، ذلك الحدث السنوي الذي أصبح علامة مضيئة في سجل الجامعة ومرآة تعكس حجم الجهد والتميز والإبداع الذي يسكن عقول وقلوب علمائها وأبنائها، لتؤكد من جديد أنها قلعة العلم الراسخة في مصر والعالم العربي ومركز إشعاع حضاري ومعرفي لا ينطفئ. جاءت الاحتفالية هذا العام لتؤكد أن مسيرة جامعة المنصورة لا تعرف التوقف، وأن كل عام فيها يحمل إنجازًا جديدًا يضاف إلى سجلها الحافل، فالقائمة المكرمة تضم هذا العام ٧٧ من العلماء وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة ممن رفعوا راية الجامعة عاليًا في سماء البحث العلمي والابتكار، بحصولهم على أرفع الجوائز وأميز الدرجات العلمية، لتبقى المنصورة دائمًا عنوانًا للجدارة والريادة. كانت قاعة الاحتفال تغمرها أجواء الفخر والاعتزاز بينما تتردد كلمات التقدير في كل أرجائها، تعبيرًا عن الامتنان لكل عالم أسهم في بناء هذه المؤسسة العريقة بعلمه وجهده، وجاءت التكريمات هذا العام متنوعة وشاملة حيث ضمت قائمة المكرمين نخبة من الحاصلين على جوائز الدولة بمختلف فئاتها: جائزة النيل، وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة التشجيعية، وجائزة المرأة، وهي جوائز تمثل قمة الهرم العلمي في مصر وتُمنح لمن تركوا بصمات واضحة في مجالات تخصصهم. كما شملت القائمة عددًا من الفائزين بجوائز جامعة المنصورة التقديرية والتشجيعية للتفوق العلمي تقديرًا لإسهاماتهم البارزة في البحث والتعليم وخدمة المجتمع الجامعي. ولم تتوقف مظاهر التميز عند هذا الحد، فقد تضمنت الاحتفالية كذلك تكريم الحاصلين على درجة دكتوراه العلوم (D.Sc)، وهي أرفع الدرجات العلمية التي تُمنح تقديرًا لعالم بلغت أبحاثه قمة النضج والإبداع، ومن بينهم العالم الجليل الأستاذ الدكتور محمد أحمد إسماعيل أبو العينين، أستاذ الكيمياء بكلية العلوم، الذي يمثل نموذجًا للعالم المصري المتفرغ لرسالته العلمية بكل إخلاص، فقد أثرى مجاله بسلسلة من الأبحاث المتميزة التي نُشرت في مجلات علمية دولية مرموقة وأسهمت في تطوير المعرفة العلمية وتطبيقاتها العملية، ليكون بذلك مثالًا مشرفًا للعطاء المتواصل والعلم الراسخ والفكر المتجدد، كما يجسد روح جامعة المنصورة التي تؤمن بأن التميز لا يصنعه إلا العمل الجاد والتفاني في خدمة الوطن. هذا الإنجاز الكبير لا يعكس فقط تفوقًا فرديًا بل هو شاهد على بيئة بحثية ثرية أوجدتها جامعة المنصورة ووفرت لها كل سبل النجاح. كما شهد الحفل تكريم أفضل الرسائل لدرجتي الماجستير والدكتوراه، وهي ثمرة سنوات من الجد والاجتهاد لأجيال جديدة من الباحثين الذين يسيرون على خطى أساتذتهم، مؤكدين أن العلم في جامعة المنصورة لا يتوقف عند جيل بل هو نهر متجدد بالعطاء، وتقدير الجامعة لهؤلاء الشباب المبدعين هو بمثابة رسالة دعم واضحة تؤكد أن كل من يبدع ويجتهد سيجد مكانه في منصة التكريم. كذلك تم تكريم الفائزين بالجوائز البحثية الخارجية الذين حملوا اسم الجامعة إلى المحافل العلمية الإقليمية والدولية فأثبتوا أن المنصورة ليست جامعة محلية فحسب بل هي مؤسسة ذات حضور عالمي يُحسب له حساب. ومن بين الفئات التي حظيت بالتكريم أيضًا أفضل الأقسام العلمية، وهي الأقسام التي استطاعت أن تحقق توازنًا دقيقًا بين البحث والتعليم وخدمة المجتمع ما جعلها نموذجًا يُحتذى في العمل الجماعي والتخطيط المؤسسي، ويعكس ذلك إيمان الجامعة بأن النجاح لا يصنعه فرد واحد بل هو ثمرة تعاون وجهد منظم يشارك فيه الجميع. وتبرز أهمية عيد العلم بجامعة المنصورة في أنه ليس مجرد احتفال رمزي بل هو مناسبة لتجديد العهد بين الجامعة وأبنائها على مواصلة السعي نحو التميز وتأكيد مكانة المنصورة كأحد أهم الكيانات الأكاديمية في الشرق الأوسط، ففي كل عام تتحول المنصورة إلى منصة فخر لكل من ينتمي إليها، حيث تتلاقى الإنجازات في لوحة مشرقة تروي قصة جامعة صنعت مجدها بعلمائها وواصلت الصعود رغم كل التحديات. إن المتأمل في مشهد الاحتفالية يدرك أن جامعة المنصورة لم تصل إلى هذه المكانة صدفة، بل بجهد متواصل ورؤية قيادية واعية تؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق الأوحد للتقدم، ولذلك جاء شعار الحفل هذا العام معبرًا عن فلسفة الجامعة العميقة: “بالعلم نبني أمة، وبالإبداع نصنع المستقبل”، وهي كلمات تختصر رسالة جامعة المنصورة التي لم تكتف بتخريج أجيال من العلماء، بل صنعت قادة فكر ورواد معرفة ومبدعين يسهمون في بناء وطن أقوى. وهكذا تواصل جامعة المنصورة رسم ملامح المستقبل بعقول علمائها وتؤكد أن التكريم الحقيقي ليس فقط في الجوائز بل في الاستمرار بالعطاء والبحث والتجديد، فكل اسم في قائمة المكرمين هو قصة نجاح تحمل في طياتها فخر الجامعة بأبنائها، وتؤكد أن المنصورة ستظل دائمًا منارة علم تضيء الدرب للأجيال القادمة وترسخ قيم الجد والإبداع والانتماء لوطن لا يعرف المستحيل.


















