رقية غانم: السياسة إلتزام أخلاقي قبل أن تكون منافسة إنتخابية
صرّحت رقية غانم، أمين عام الإعلام بحزب مصر 2000، بأن المشهد الانتخابي الراهن يعكس أزمة حقيقية في مفهوم الممارسة السياسية لدى بعض الأفراد والكيانات، مؤكدة أن ما تشهده الساحة من ازدواج في المواقف وتناقض في التحالفات وتجاوز للأدوار المؤسسية، يُعد خللاً في البنية الأخلاقية والسياسية التي يجب أن يقوم عليها العمل العام.
وأكدت أمين عام الإعلام بحزب مصر 2000، علي أن مشاهد التنقل بين المرشحين، والتقاط الصور مع أكثر من طرف بدعوى "ضمان المصالح" أو "الرهان على الفائز"، تمثل إضعافًا للثقة العامة وتهديدًا لمفهوم الشراكة السياسية القائمة على الالتزام والصدق. وقالت:
السياسة ليست جلسات مجاملة ولا اتفاقات ظرفية، بل هي تعاقد أخلاقي بين أطراف تتشارك مشروعًا وطنيًا. ومن يخون هذا التعاقد يضعف ثقة الناس في العملية الديمقراطية برمتها."
وأضافت "غانم" أن الأخطر من ذلك هو تدخل بعض الفئات ذات الدور الروحي في الشأن السياسي، وهو ما يتعارض مع طبيعة المهام المناطة بها وفق الدستور والقانون، مشددة على أن خلط الرمزية الدينية بالمنافسة الانتخابية يهدد التماسك المجتمعي ويشوّه جوهر الممارسة الديمقراطية.
وأوضحت رقية غانم في تصريح لـها أن السياسة لا تنفصل عن الأخلاق، وأن المرشح الحقيقي هو من يمثل فكر الإصلاح والتغيير، لا من يبحث عن نفوذ أو مكسب مؤقت، مضيفة:
نحن نمارس السياسة بأخلاقنا وتربيتنا، لا بالمناصب أو الترشيحات. فالقيم لا تتبدل بالمنافسة، والصندوق الانتخابي هو الفيصل بين الجميع، أما المشاهد المفتعلة والزحام المأجور فلا تصنع شرعية ولا تخلق إيمانًا حقيقيًا لدى الناس."
وأشارت إلى أن المواطن المصري اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا، ولم تعد الأساليب القديمة قادرة على تضليله، قائلة:
الناس ترى وتفهم وتُقيِّم، والحق يصل ولو تأخر. وهذه الثقة في وعي الشارع هي ما يدفعنا للاستمرار في طرح خطاب سياسي نزيه قائم على الصدق لا على المظاهر."
وشددت على أن فكرة التغيير الحقيقي ليست شعارًا انتخابيًا، بل مشروع إصلاحي متكامل يستهدف إعادة الاعتبار لقيمة المشاركة الوطنية النزيهة، وإحياء مفهوم التمثيل الشعبي الأصيل القائم على خدمة المواطن لا توظيفه.
وأختتمت بقولها:
السياسة ليست ميدانًا لتصفية الحسابات أو تبادل المصالح، بل وسيلة نبيلة لخدمة الوطن. وحزب مصر 2000 برئاسة المفكر السياسي محمد غزال يؤمن أن الإصلاح يبدأ من الالتزام الأخلاقي، وأن من يتعامل مع السياسة بضمير حي لن يحتاج إلى حشود مصطنعة ولا وعود زائفة. فالتغيير قادم، لكنه لن يصنعه إلا من يملك المبدأ قبل المقعد."


















