مصر تدخل عصر التصنيع البحري الشامل بسواعد أبنائها
تشهد مصر مرحلة فارقة في تاريخها الصناعى والعسكرى بعدما نجحت فى التحول من دولة تعتمد على استيراد السلاح إلى دولة تصنعه بأيدي خبرائها ومهندسيها لتصبح من بين الدول القليلة القادرة على إنتاج قطع بحرية متطورة تشمل السفن الحربية والغواصات والفرقاطات العملاقة.
تسعى مصر حاليًا إلى تصنيع أحدث أنواع الغواصات فى العالم بعد أن حصلت على حقوق إنتاج الغواصات الألمانية داخل الترسانات المصرية فى خطوة استراتيجية تعزز استقلالية القرار العسكرى وتضع القوات البحرية المصرية في مصاف أقوى بحريات العالم.
كما شهدت الترسانات المصرية بالإسكندرية تطورًا ملحوظًا في تصنيع السفن الحربية بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، حيث تم بناء فرقاطات من طراز MEKO A200EN، واختيار شركة NVL Egypt التابعة لمجموعة NVL الألمانية لبناء عشر سفن حربية جديدة من طراز PV43-M.
ولم يقتصر التطور على الجانب العسكري فحسب، بل امتد إلى المجال الاقتصادي والتجاري، حيث بدأت مصر تصنيع السفن التجارية وناقلات الغاز والنفط العملاقة لتأسيس أسطول تجاري وطني يسهم في تعزيز حركة الصادرات وخدمة الشركات العالمية العاملة في الموانئ المصرية.
كما أحرزت مصر تقدمًا كبيرًا في تصنيع القاطرات البحرية بمستويات عالمية، من بينها قاطرات عزم بقوة شد تصل إلى 90 طن، إلى جانب إطلاق برنامج متكامل لصناعة سفن الصيد والسفن السياحية واليخوت الفاخرة لخدمة قطاع السياحة البحرية.
بهذا التوجه الشامل نحو التصنيع المحلي، تؤكد مصر أنها تسير بخطى ثابتة نحو امتلاك القدرات الصناعية والعسكرية المستقلة، وتضع نفسها على خريطة الدول الكبرى في مجال الصناعات البحرية، لتصبح بحق بحرية المياه الزرقاء وذراع مصر الطولى ف الدفاع والتجارة والاقتصاد.

















