المعلم.... اجعله ملكا تنل السيادة
من هو الذى اجعله ملكا ... انال السيادة.؟؟؟
وأى سيادة انالها ؟؟؟؟
المعلم .....نعم المعلم.....
قدر معلمك يعظم قدرك وتنال سيادة القلوب والعقول ،ترقى ويصبح قدرك من قدر تقدير معلمك.
_قال شاعرنا العظيم احمد شوقى أمير الشعراء. ....
قُمْ للمعلّمِ وَفِّهِ التبجيلا
كادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا
سبحانكَ اللهمَّ خيرَ معلّم
ٍ علَّمتَ بالقلمِ القرونَ الأولى
أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماته
ِ وهديتَهُ النورَ المبينَ سبيلا
هل بعد هذا نبحث عن قيمة المعلم ؟؟ نبحث عن كيفية تقديره؟
أنها رسالة ورسولها المعلم والرسالة من الله عز وجل خير معلم، أنه لشرف عظيم لا يدانيه اى شرف ...
*قالوا....
وهنا لابد نقف عند قول ابن القيم ونفكر قليلا
«علمت كلبك فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك وخوفا من سطوتك وكم علمك معلم الشرع وانت لا تقبل»
اااه من قولك ياعلامة العلوم ،علينا أن نعى ونفهم أن المعلم هو الروح التى تبث فى كل جسد كل متعلم لتعطيه الحياه، لتمنعه من شهوة الجهل ،نعم فالجهل يصور لك الردئ الخبيث رائعا وجميلا ولا ينقذك من ذلك سوى المعلم
علينا ان نتوجه لكل معلم ونقول له كما قال جبران خليل جبران
أيها المعلم، سنكون خيوطًا فى يديك وعلى نولك فلتنسجنا ثوباً إن أردت، فسنكون قطعة فى ثوب العلى المتعالى
اى قدر وأى قيمة يرجعها جبران للمعلم
كلنا خيوط، كلنا سوف ننسج على ذلك النول المتميز الذى يخرجنا فى النهاية قطعة قماش تضاف إلى ثوب الوطن وقد نكون اهم قطعة فى ذلك الثوب وربما نكون القطعة الأغلى والأثمن ،من الذى اعطنا تلك الأهمية والقيمة ،أنه المعلم الذى لولاه ماكان أحد منا كائنا الآن ..
* أسوق لكم بعض الأدلة
*كان السلطان (قابوس ) رحمه الله له بروتوكلا صنعه بنفسه و لنفسه، ومن خصائص هذا البروتوكول أنه طوال حياته لم يذهب إلى المطار لاستقبال اى شخصية كانت ،من أى بلد يكون ولكنه كسر ذلك البروتوكول كسرا ولم يحفل به، بل ألقاه وراء ظهره والسبب زيارة رئيس الهند آنذاك (شانكار ديال شارما) وكان ذلك فى مطلع الثمانينات وهنا كاد التعجب والفضول ينهش القلوب والعقول لماذا هذا الرجل تحديدا ؟؟؟؟
حاول رجال الحكومة ورجال الإعلام الوقوف على الأسباب ولكن لا جديد،
الغريب بل و الأكثر غرابة أنه لم يستقبل الرئيس شانكار أمام الطائرة صعد إليه ودخل الطائرة وعانق الرئيس عناقا حارا قبل حتى أن يقوم من مقعده، وكان النزول فى أبهى مايكون السلطان والرئيس ينزلان متشابكين الايدى بكل حميمية ،أما التصرف الذى أذهل الجميع أن السلطان عندما وصل إلى السيارة المخصصة لنقلهما أشار للسائق بترك مقعده ونفذ السائق سريعا، ثم فتح الباب بنفسه للرئيس شانكار واجلسه ثم قاد السيارة بنفسه إلى مكان الوصول إلى القصر السلطانى، وقضى الرئيس ماقضى وسافر بنفس الطريقة ..
وعندما سئل السلطان فى مؤتمر صحفى أجاب على تساؤلات الصحافة ووسائل الإعلام قال بهدوء وفخر عندما ذهبت إلى المطار لم أكن استقبل فخامة الرئيس شارما لانه رئيسا للهند؟ولكن ذهبت لاستقبال صاحب الفضل على ، السيد شارما معلمى واستاذى فى بونا بالهند عندما كنت ادرس وانا صغيرا ولم يكن معلما عاديا لقد علمنى كيف أتكلم وأعيش واتصرف واواجه اى عاصفة مهما كانت بثبات بعد هذا كله ألا يستحق أن أذهب إليه واقود سيارته وأحسن ضيافته، وعلى المناصب ألا تنسينا من علمونا فبفضله صىرنا على ما نحن فيه الآن ... ولهذا حاولت عندما أصبحت حاكما تطبيق ما تعلمته من هذا المعلم العظيم أسوق هذه القصة لأن التصرف آثار اعجابى وجعلنى ابحث عن مواقف أخرى ومنها....
*ملكة بوتين المتوجة
يحكى أن الرئيس الروسي بوتين تلك الشخصية الفريدة والتى يعرف عنه أنه شديد الوثوق بنفسه ، خرق البروتوكول هو الآخر ذات مرة وغير التقاليد المتعارف فعند حضوره مناسبة احتشد فيها جمع كبير من الناس على الصفين، وأثناء سيره نظر ودقق النظر وفجأة .بلا سابق إنذار اخترق الحشود والصفوف دون حرس بطريقة
تعجب لها الجميع وعانق سيدة عجوز كانت تقف بين الحشود الكثيرة، وعندما عانقها اجهشت العجوز فى البكاء فمسح دموعها بمنديله وتباطأ ذراعها واصطحبها كملكة متوجة وسط دهشة الحضور، من هى التى بمجرد رؤيتها تغيرت كل الثوابت وكل الضوابط..... ثم أعلن للجميع هذه هى الملكة إلى علمتنى صاحبة الفضل على أنها معلمتى عاملوها كملكة فهى معلمة رئيسكم ...
*لا تنسى أبدا
اما عن المأمون خليفة المسلمين فى عصره يروى أنه فى يوم من الأيام ضربه المعلم بالعصا دون اى سبب فلم يخطىء حتى يعاقب ولم يسئ الأدب حتى يعاقب فلما الضرب، فسأل المعلم
فقال له اسكت وعندما أعاد السؤال قال له اسكت ، مرت السنون وتغير الوضع ووصل المأمون إلى سدة الحكم ولكن ظل السؤال يحيره... لماذا ضربنى المعلم؟؟؟؟
فلم يصبر واستدعى المعلم وقابله بكل احترام وإجلال اجلسه بجواره وضاحكه ثم طرح عليه نفس السؤال الذى طرحه عليه وهو صغير لماذا ضربتنى ضحك المعلم وقال
ألم تنس رغم مرور كل هذا الوقت الطويل....
لم أنس طوال حياتى وظل الموقف يحيرنى
قال المعلم كنت أعلم أنك فى أحد الأيام ستكون ذا شأن كبير بل وتصبح خليفة الدولة الإسلامية لهذا تعمدت أن اضربك وبدون سبب حتى تعلم أن المظلم لا ينسى من ظلمه ولا ينسى قدر هذا الظلم
الظلم هو النار بعينها التى تشتعل فى قلب المظلوم ولا تنطفئ مهما مرت السنوات...... هكذا علم المعلم
أنه المعلم الذى يحفر علمه فى العقول والقلوب يغذى الأرواح يصنع حكما عادلا لهذا فمن الواجب الإنسانى والواقع الاخلاقى معرفتنا بالجميل ننصح كل من تعلم......
أحترم معلمك أظهر له الاجلال والاحترام والاكبار وكل التقدير
*هل التعلم سهل؟؟؟؟
أن تصبح مدرسا هذا ليس سهلا، قد يقول البعض وما الصعوبة فى ذلك ،أقول لكم فى البداية ليس كل من يعلم او تعلم أو لديه العلم يمكن أن يعلم ،فالتعليم مهنة لها خصوصية لا يدركها إلا المعلم فقط فعندما (يقف) المعلم أمام التلاميذ ليعلمهم درسا لا يعلم فقط كيف يقرأ ويكتب ويحسب ولكن يخلط علمه بأدب وسلوك وقيم وأخلاق إنسانية راقية ويقدم كل هذا فى طبق من النور يتناوله التلميذ فيتحول ظلام عقله إلى نور له آفاق متعددة ، فيخطو خطواته نحو الأمام وهنا يسير بثقة ولا يعبأ من إمكانية السقوط فعلم المعلم جعله يقفز فوق عقبات التخلف والجهل يصمد أمام غباءات الجهلاء ،اسهم فى رقى نفسه وأهله ووطنه وعالمه
*المعلم فقط
دراسة المعلم اهلته لفهم كل العقليات والتعامل معها يعرف من يفهم من أول وهلة، ومن يعاد له الشرح فيفهم، ومن يحتاج للتكرار ليفهم ومن يجب ان تبدع له أكثر لتصل له المعلومة ، كل هذا فى لحظات ، يبرمج عقل المعلم ماهو المطلوب ويحسن التعامل ويقدم خدمة على أعلى مستوى معتمدة من ضميره أمام الله عز.وجل .....
*شئ مفروغ منه...
لن أؤكد على سمو مهنة التعليم وسمو مكانة المعلم فالكل يعرف هذا جيدا، فحبيبنا (سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام) خير معلم صبر على غزوات الجهل خاطب الناس على قدر عقولهم
وعلم المعلمين هذا، فعلموا مؤكدين أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر
*حكام تعلموا فى مصر.
المعلمون المصريون لهم سبق التعليم علموا الجميع من العامة إلى الساسة والحكام... وإليكم بعض من تعلموا على يد المعلم المصرى وفى مصر
القائمة طويلة ولكن نسوق منها القليل
_الملكة صوفيا ملكة أسبانيا تعلمت فى مصر على يد المعلمين المصريين
وذكرت هذا فى أكثر من مناسبة اجلالا واعترافا وتقديرا
_اما الملك حسين ملك الأردن فهو كثيرا ما ذكر الإسكندرية ومعيشته فيها وتعلمه فى مدرسة فيكتوريا ويذكر المعلمين بها ويحفظ الفضل فى تكوين شخصيته اما وزوجته الملكة رانيا فهى إحدى خريجات الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى مصر
_الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات تعلم وتخرج من كلية الهندسة على يد أعظم المعلمين
_الرئيس صدام حسين فى كل أحاديثه عن مصر يذكر فضل تعلمه بها على يد أستاذه إجلاء فهو خريج حقوق القاهرة.
_الرئيس هوارى بومدين ذلك الرئيس الجزائري الذى يكن الفضل لاساتذته فى جامعة الأزهر
_اما وزير العمل السعودى غازى القصيبى فإنه يفتخر أنه خريج حقوق القاهرة أيضا وأنه تعلم على يد الأساتذة المصريين
_وكان لجامعة الأزهر بكل اساتذتها فضل كبير على تعليم رئيس جزر المالديف مأمون عبد القيوم
القائمة طويلة لا يتسع المجال لذكرها ولكن أردت أن أسوق هذه الأمثلة كدليل على براعة وريادة المعلم المصرى أنه صاحب الفضل فى التعليم والتربية
صاحب البناء للشخصية التى وصلت لسدة الحكم فى بلدها. وكان المعلم المصرى هو الأساس . صاحب السمو الرفيع والمقام الرفيع
لهذا.....
اجعله ملكا تنل السيادة....
أنه المعلم الذى يبخس حقه ..... الآن