الفاشر بين الحصار والجوع كارثة إنسانية تهز الضمير الدولي

مدينة الفاشر السودانية تتحول اليوم إلى رمز مأساوي للعجز الدولي عن حماية المدنيين في وجه آلة الحرب والجوع حيث أسفرت الأوضاع الإنسانية عن وفاة 171 طفلاً و58 من كبار السن منذ أواخر أغسطس الماضي نتيجة انقطاع الإمدادات الغذائية بعد حصار قوات الدعم السريع للمدينة فيما بلغ إجمالي الضحايا 675 قتيلاً و1464 مصاباً
هذه الأرقام الصادمة ليست مجرد إحصاءات بل صرخة مدوية تهز الضمير الدولي وتكشف هشاشة النظام العالمي في مواجهة الانتهاكات الإنسانية الأطفال وكبار السن يموتون بينما تبقى المفاوضات والسياسات عاجزة عن توفير حماية فعالة لهم الفاشر اليوم تمثل الصورة الحقيقية لفشل المجتمع الدولي في فرض حد للسياسات العسكرية التي تستخدم الجوع كسلاح ضد المدنيين الأبرياء
المسؤولية الأخلاقية والسياسية تقع على عاتق الأمم المتحدة والدول الكبرى والمنظمات الإنسانية القتل بالجوع وانقطاع الدواء لا يمكن أن يكون لعبة سياسية الحياد في هذه اللحظة يصبح شريكاً في الجريمة يجب التحرك العاجل لفتح الممرات الإنسانية وضمان وصول الغذاء والمساعدات الطبية قبل فوات الأوان وإلا فإن استمرار الصمت الدولي سيضاعف عدد الضحايا ويعمق الكارثة الإنسانية
الفاشر ليست مجرد مدينة محاصرة بل انعكاس لحقيقة مفادها أن صراع السلطة دون حماية المدنيين يتحول إلى إبادة يومية النزاعات الداخلية لا تعطي أي ذريعة لترك الأطفال والنساء والمسنين يموتون جوعاً وعلينا أن نواجه هذه المأساة بضغط دولي حقيقي وقرارات عاجلة تحمي حياة الأبرياء
اليوم أكثر من أي وقت مضى الفاشر تتحدى العالم هل ستكتفي بالمراقبة أم ستتحرك لإنقاذ الأرواح الجواب على هذا السؤال يحدد مدى مصداقية المجتمع الدولي في الدفاع عن الإنسانية كل يوم تأخير يساوي آلاف الأرواح البريئة التي تهدر دون سبب سوى الصراع على السلطة
هذه المأساة يجب أن تكون نقطة فاصلة تحرك الضمير الدولي قبل أن تتحول الكارثة الإنسانية إلى مأساة لا يمكن السيطرة عليها