عصران الراوي يكتب ذكرى أكتوبر المجيد.. انتصار الإرادة وبداية الجمهورية الجديدة

تحل علينا ذكرى نصر أكتوبر المجيد 1973 كأحد أعظم انتصارات الجيش المصري في التاريخ الحديث حين تحولت حرب أكتوبر العاشر من رمضان إلى ملحمة وطنية خالدة جسدت روح أكتوبر التي ما زالت تنبض في وجدان المصريين حتى اليوم
لم يكن السادس من أكتوبر مجرد عبور لقناة السويس وتحطيم خط بارليف بل كان عبورًا إلى زمن جديد استعاد فيه الشعب المصري كرامته وثقته بنفسه وأثبت أن الإرادة المصرية قادرة على تحقيق المعجزات متى توافرت القيادة والرؤية والإيمان بالوطن
لقد أعادت حرب أكتوبر لمصر والعالم العربي روح الكبرياء بعد سنوات من الانكسار وكانت نقطة تحول في تاريخ المنطقة سياسيًا وعسكريًا ولعل أهم ما يميز ذلك النصر أنه لم يكن نصرًا عسكريًا فحسب بل كان نصرًا ووطنيًا شاملًا شارك فيه الشعب بكل فئاته من المقاتل على الجبهة إلى العامل والفلاح خلف خطوط القتال
واليوم ومع انطلاق مشروع الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تستعيد مصر روح أكتوبر من جديد ولكن في ميدان آخر ميدان البناء والتنمية فالمعركة الآن ليست بالسلاح بل معركة وعي وتعمير هدفها بناء وطن قوي واقتصاد مستقر ومجتمع عادل تمامًا كما كانت معركة أكتوبر تهدف إلى استرداد الأرض والعزة
إن ما يجري في مصر اليوم من مشروعات قومية كبرى وتطوير شامل للبنية التحتية وإعادة بناء الإنسان المصري ما هو إلا امتداد طبيعي لروح أكتوبر التي علمتنا أن النصر لا يأتي صدفة بل يُصنع بالتخطيط والعمل والإيمان فكما كانت ملحمة أكتوبر نموذجًا في التضحية والفداء أصبحت الجمهورية الجديدة نموذجًا في البناء والنهضة والتحدي
إن الجمهورية الجديدة هي عبور آخر لا يقل أهمية عن عبور القناة في 1973 عبور من الماضي إلى المستقبل ومن التحديات إلى الإنجاز ومن الصبر إلى الحصاد وبين كل عبور وآخر تبقى مصر على عهدها قوية شامخة لا تعرف الانكسار
ستظل ذكرى أكتوبر المجيد نبراسًا تهتدي به الأجيال القادمة لتتذكر أن بطولات القوات المسلحة المصرية لم تكن فقط لحماية الحدود بل لحماية الحلم ذاته حلم وطن لا يُقهر وشعب لا يُهزم ودولة تعرف طريقها نحو الريادة مهما تعاظمت التحديات
في ذكرى نصر أكتوبر المجيد 1973 يستعيد المصريون روح العزيمة والإصرار التي عبر بها الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف لتتجدد اليوم في مسيرة بناء الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ملحمة نصر تحولت إلى مشروع وطني للتنمية والبناء.