18:10 | 23 يوليو 2019

الحميلي يكتب : اللي اشتروا العتبة الخضرا

10:37am 18/09/25
صورة أرشيفية
خالد محمد الحميلي

يا سلام على المشهد العجيب! نصاب ماشي قدام، وذليل وراه ماسك طرف الجلابية، خايف يسيبه يضيع! النصاب يضحك ويقول: "بكره أعملك مليونير"، والذليل يرد: "تسلم إيدك يا باشا… وربنا يخلّيك لينا!".
النصاب ده شغال زي محل عصير قصب، كل يوم يعصر للناس أوهام، يوزّع وعود زي فواتير التليفون، والذليل يصدّق ويشرب، كأنه مش واخد باله إن العصير كله مية حنفية!
المضحك إن الذليل مش بس ضحية، لأ… ده المساعد الرسمي للنصاب. يعني النصاب يضحك، والذليل يزوّد الضحكة بالتصفيق. النصاب يسرق، والذليل يقول: "حقه، ده شاطر!". النصاب يزوّغ، والذليل يبرر: "يمكن الراجل تعبان"… وكأن النصاب ملاك نازل من السما!
ده حتى النصاب نفسه ساعات يندهش من درجة الغباء:
– "إزاي لسه بيصدقوني؟"
– الذليل يرد: "إحنا تحت أمرك يا معلم… كمل نصبك براحتك!".
يا جماعة، النصاب مش محتاج مهارة طول ما فيه ذليل ماشي وراه. ده لو النصاب نسي يكذب، الذليل ممكن يذكّره: "قول لنا يا باشا مش هنشتري العتبة وترزقنا فيها "، زي ما عمل احمد مظهر  مع اسماعيل ياسين ، في فيلم العتبة الخضرا عام 1959
الذل الحقيقي مش في إنك فقير… الذل في إنك تعرف إنك بتتضحك عليك وتقول: "ماشي يا معلم، نصبك حلال عليا".
النهاية؟ النصاب من غير ذليل يفضح نفسه بسرعة. لكن طول ما في وراه ذليل بيصفق ويهتف، يفضل المسرح مفتوح، والجمهور يضحك… بس مش على النصاب، على الذليل اللي سلّم عقله، وقرر يعيش "كومبارس" في مسرحية نصب رخيصة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum