18:10 | 23 يوليو 2019

مخدر الشابو.. القاتل الصامت للشباب

3:48pm 09/09/25
صورة أرشيفية
هادي أبو حمد

في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لمحاربة مشكلة الإدمان، يظهر في الأفق تهديد جديد يهدد حياة شبابنا ومستقبل مجتمعنا، وهو مخدر الشابو، المعروف بالكريستال ميث، الذي يعد من أخطر أنواع المخدرات التي انتشرت مؤخراً. 

الشابو هو مادة مخدرة بالغة الخطورة يتم تصنيعها بشكل غير قانوني باستخدام مواد كيميائية سامة تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي، مسببة تلفاً سريعاً لخلايا الدماغ. المخدر شديد التأثير لدرجة أن جرعة صغيرة فقط قد تعرض حياة متعاطيه للخطر الشديد.

يترك الشابو آثاراً كارثية على الفرد والمجتمع؛ فهو يدمر الجهاز العصبي، ويسبب هلاوس سمعية وبصرية، ويؤدي إلى تصرفات عدوانية قد تدفع المتعاطي إلى ارتكاب الجرائم، بما فيها القتل. كما أنه يتسبب في انهيار نفسي وجسدي سريع، ويعيق الشباب عن تحقيق طموحاتهم، مما يشكل ضربة لمستقبل الوطن.

الإحصائيات الدولية الصادرة حديثاً حول الشابو تكشف عن نسب وفيات مرتفعة للغاية بين متعاطيه، حيث يؤدي إلى فشل كلوي وتلف في الكبد، فضلاً عن ارتفاع معدلات الانتحار وارتكاب الجرائم التي ترتبط بتعاطي هذا النوع من المخدرات.

لمواجهة هذا الخطر الداهم، تعمل الدولة ممثلةً في وزارة الداخلية ووزارة الصحة بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، على شن حملات أمنية مكثفة لتطويق تجارة هذه المادة المدمرة. كما يتم تقديم برامج توعية وفتح أبواب العلاج المجاني للمدمنين بهدف إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.

غير أن مواجهة الشابو ليست مهمة الحكومة وحدها؛ بل هي مسؤولية مجتمعية مشتركة تتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية والجامعات، باعتبارها الحصون الأولى لحماية الأجيال القادمة من هذا التهديد.

في الختام، الشابو ليس مجرد نوع آخر من المخدرات؛ بل هو خطر حقيقي يهدد حاضر ومستقبل الوطن بأسره. علينا جميعاً أن نكون على قدر المسؤولية لمجابهته بوعي وإرادة حقيقية. إنقاذ الشباب اليوم هو حماية للوطن غداً. الإدمان ليس نهاية الأمل، ولكنه بداية طريق مظلم ينبغي تجنبه بكل السبل الممكنة.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
paykasa bozum