حديث من القلب

ما أسعدنا بنقاء القلوب وما اتعسنا بسوادها وجلامدها القلوب الحانية راضية والقاسية باغية نشعر احيانا بالسعادة حين تمنحنا الحياة من يهبونها لنا يفتحون الآفاق ونشعر احيانا أخري بالوجع كلمة حروفها خمسة كاصابع اليد التي تمتد بالخير فتلقي الجحود تمسح العبرات فتصيبها الأوجاع من نيرانهم كلمة لا يشعر بمعناها الحقيقي إلا من اكتوي بنيانها الوجع مع كل احساس خزلان حين يتوقف اللسان عن الكلام وتنزف الوجدان حين تبكي القلوب بكاء أشبه بالموت الصامت حين نخفي اوجاعنا عن أنفسنا حين تضيع العهود وتختفي الابتسامة حين يصبح لا جدوى من الحديث بعد مراحل اليأس حين نصيح بمفردنا في صحراء جرداء نجري هنا وهناك نبحث عن بذور الخير التي زرعناها في جوف الصحراء لعل إحداها نبتت من قطرات الندى أو الأمطار فلا نجد إلا المغيث الجبار حين نرفع ايدينا إلا السماء سبحان الله فقد استجاب لتوسل ام اسماعيل واستجاب لدعوة ابراهيم فخرج الماء من الصحراء وكان هذا مستحيل ولكنه حسن الظن بالله فقد شق البحر لموسى وحفظ إبراهيم من النار فقال لها يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم سبحان الله فلو كانت بردا لمات من شدة البرد ولو ظلت مستعرة لهلك ولكنها كانت بردا وسلاما لا تمسه باذي فمن ذا الذي حفظ يونس في بطن الحوت ومن ذا الذي أعاد يوسف عزيزا فما نفع مكرهم ولكن إرادة الله التي تعلمنا درسا في عمليا حسن الظن بالله التوكل عليه مهما حاربنا أهل الشر فلا يحدث لنا إلا ما قدر الله لنا ولن يستطيع أحد أن يقصر أو يزيد في أعمارنا برهة لا تجهد نفسك في التفكير واترك لرب العالمين التدبير فلن تغير من اقداره الا دعوات صادقات وصلوات ضارعات فلما ملجأ منه إلا إليه توكل على الله وامضي قدما افعل ما يجب عليك واترك التوفيق لرب العالمين الذي خلق كل شيئا بمقدار يعز اقواما ويزل آخرين حكمة منه وقدرة فقد افتح قلبك للحب واجبر الخواطر امنح ولا تنظر الرد إلا من الخلاق العظيم