البلد بتحكي أخطاء يومية نقع فيها دون أن ندري

في زحام الحياة اليومية، ومع تسارع الأحداث وانشغال الأذهان، قد نقع في أخطاء صغيرة نظنها عابرة، لكنها في ميزان الشريعة ليست بالهينة. فالإسلام دين دقيق في أخلاقه وتعاملاته، يهتم بما في القلوب كما يهتم بما في الجوارح. ومن هنا كان لزامًا علينا أن نراجع أنفسنا، ونتفقد سلوكنا، ونتجنب ما قد نفعله دون قصد فيضر بنا أو بغيرنا.
🔹 الغيبة دون وعي
كم مرة تحدثنا عن زميلٍ أو جار أو قريب، فقط لنحكي شيئًا مما فعل؟ قد لا نقصد التشهير، لكننا نقع في الغيبة دون أن نشعر، وقد قال تعالى:
"ولا يغتب بعضكم بعضًا، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه"
[سورة الحجرات: 12]
🔹 الاستهزاء بالآخرين
نضحك أحيانًا على طريقة كلام شخص، أو ملبسه، أو حتى شكله، ونعتبرها فكاهة. لكنها عند الله قد تكون سخرية تجرح قلبًا وتكتب علينا ذنبًا. قال النبي ﷺ:
"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" [رواه مسلم]
🔹 التهاون في الصلاة على وقتها
كم مرة أجّلنا الصلاة لانشغالنا بالهاتف، أو العمل، أو النوم؟ رغم أن الله جعل الصلاة عماد الدين، وميزان القرب منه. فالتساهل في وقتها من الأخطاء التي نستصغرها، لكنها عظيمة في أثرها الروحي.
🔹 رفع الصوت على الوالدين أو التضجر منهما
قد يطلب أحد الوالدين شيئًا فنرد بتأفف أو ضيق، دون أن ندرك أننا بذلك نخرق وصية الله:
"فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا"
[سورة الإسراء: 23]
🔹 الاحتقار الصامت
ربما نمر بشخص بسيط في الهيئة أو الوظيفة، فنتعامل معه بفتور أو ازدراء داخلي. وهذا الشعور قد يكون من الكِبر، وقد قال ﷺ:
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" [رواه مسلم]
🔹 نقل الكلام دون تثبت
نسمع شيئًا فننقله، ونساهم أحيانًا في نشر فتنة أو ظلم دون قصد. وقد حذرنا الله من ذلك بقوله:
"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
[سورة الحجرات: 6]
✨ خلاصة القول
الدين ليس فقط صومًا وصلاة، بل هو أدب مع النفس ومع الناس. وقد يقع المسلم في الخطأ دون أن يشعر، لا لأنه فاسد، بل لأنه غفل لحظة. فهيا نوقظ قلوبنا، ونتفقد أعمالنا، ونصحح أخطاءنا، عسى أن نلقى الله بقلب سليم.
📿 اللهم نور قلوبنا بنور طاعتك، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.