18:10 | 23 يوليو 2019

البلد بتحكي رسالة ضائعة في زحام المدارس

9:05am 03/06/25
رسالة ضائعة في زحام المدارس
أحمد الشبيتي

في كل صباح، نستودع أبناءنا عند أبواب المدارس، نرجو لهم علمًا نافعًا، وتربية قويمة، ورفقة صالحة. لكن ما نشهده اليوم من سلوكيات داخل أسوار المدارس يثير القلق ويطرح سؤالًا عميقًا: ماذا حدث لنا؟

الشتائم صارت لغة يومية، واحترام المعلم بات شيئًا من الماضي، والرفق بين الزملاء تحول إلى عنف لفظي وجسدي. لا نتحدث هنا عن حالات فردية، بل عن ظاهرة آخذة في الانتشار، تهدد نسيج المجتمع ومستقبل أجياله.

 

تكنولوجيا طاغية دخلت كل بيت وكل يد، لا رقيب فيها ولا وعي، صارت القدوة مقاطع "التريند"، والمثل الأعلى "مطرب مهرجانات"، والسلوك النموذجي هو "البلطجة" أو كسر الأبواب ورفع الصوت في وجه كل من يقول "لا".

 

لكن هل الذنب ذنبهم وحدهم؟

أين البيت؟ أين الأب الذي غاب طويلًا وراء لقمة العيش؟ وأين الأم التي أثقلتها أعباء الحياة؟ لم يعد لدينا وقت نسمع فيه أبناءنا، ولا حكايات نرويها قبل النوم، ولا لحظات نصح صادقة نجلس فيها وجهًا لوجه.

 

نحن الآن أمام جيل يتربى على يد الشارع والإنترنت، يُطبع على قلبه ما يرى ويسمع، ويقلد ما يراه دون وعي. لا يجد من يحتضنه أو يصحح له مفاهيمه، فيركض في طريق التيه، يظن أن الصراخ قوة، وأن قلة الأدب حرية، وأن السخرية ذكاء.

 

والمدرس، ذلك الذي كنا نخشاه ونحترمه ونهابه ونقدره، أصبح اليوم مستهدفًا، يتلقى الإهانة من طلابه، ولا يجد نصيرًا إلا ورقة تحقيق أو شكاية ولي أمر.

 

رسالة اليوم لا نعرف لمن نوجهها. هل للبيت؟ أم للمدرسة؟ أم للمجتمع بأسره؟

هل يسمعنا المسؤول؟ أم نحدث أنفسنا؟

نكتب هذه الكلمات وقلوبنا على أولادنا وبناتنا، وعلى مستقبل بلد لن يبنيه العلم وحده، بل الأخلاق أولًا.

 

إن لم نعد ترتيب الأولويات، ونزرع فيهم القيم قبل المناهج، والاحترام قبل المعلومات، فماذا سنحصد غدًا؟

سؤال مفتوح، ننتظر أن يجيب عليه من بقي في قلبه غيرة على هذا الوطن.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn