البلد بتحكي أولادنا في خطر!

انتهى العام الدراسي، وبدأت الإجازة... ساعات طويلة من الفراغ تنتظر أبناءنا، والواقع يقول إننا لا نملك رفاهية التغافل أو ترك الحبل على الغارب. نعم، أولادنا في خطر إن لم نحسن إدارة هذه المرحلة من حياتهم.
الخطر هذه المرة ليس من كتاب أو امتحان، بل من فراغ قاتل، ومن شوارع لا ترحم، ومن محتوى رقمي بلا ضوابط، ومن صحبة قد تجرّ إلى طرق لا تُحمد عقباها. فهل ننتظر حتى تقع الكارثة، أم نتحرك الآن لنمنحهم صيفًا مفيدًا، ممتعًا، وآمنًا؟
الإجازة فرصة، لكنها سلاح ذو حدّين. إما أن نوجّه طاقاتهم نحو عمل نافع أو علم مفيد أو نشاط رياضي يروّح عنهم ويهذبهم، أو نتركهم لأوهام "الترند" وساعات التيه أمام الشاشات. نحن أمام تحدٍّ كبير: كيف نملأ وقتهم بما ينفعهم ولا يضرهم؟ كيف نكون حاضرين لا غائبين؟ كيف نراقبهم دون أن نخنقهم؟
الفرص موجودة لمن يبحث: مراكز الشباب، الدورات الصيفية، ورش العمل، الأعمال التطوعية، حتى المشاريع الصغيرة داخل المنزل يمكن أن تكون بداية لطريق طويل من البناء.
رسالتي اليوم لكل أب وأم: أولادنا أمانة. دعونا لا نفرّط فيها. نحتاج إلى أن نكون قريبين منهم، نسمعهم، نفهمهم، ونرشدهم. فالفوضى تبدأ من لحظة إهمال واحدة... والعاقل من يتدارك الأمر قبل فوا الأوان.