18:10 | 23 يوليو 2019

"اقترب عيد الاضحي… فهل فهمنا معناه؟"

10:27am 24/05/25
صورة أرشيفية
أحمد الشبيتي

اقترب عيد الأضحى المبارك، وها نحن نرى الأسواق تزدحم، والحديث يدور عن ملابس العيد، وأسعار الأضاحي، وشكوى الناس من الغلاء وضيق الحال. لكن، وسط هذه الانشغالات، يغيب عن أذهان كثيرين المعنى الحقيقي لهذا العيد العظيم، وتُنسى الروحانيات التي تميز عيد الأضحى عن غيره، ويغيب جوهره، في حين أن الله شرعه لحكم عظيمة، ولغرس مفاهيم إيمانية عميقة في قلوب المسلمين.
ما هو عيد الأضحى؟
عيد الأضحى ليس فقط مناسبة اجتماعية أو طقساً احتفالياً، بل هو عبادة عظيمة، وشعيرة من شعائر الله. قال تعالى:
"ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ" [الحج: 32].
فمن عظمة هذا العيد أنه ارتبط بالإيمان والتقوى، لا بالمظاهر والمشتريات.
ما الحكمة من الأضحية؟
الأضحية تذكرنا بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما ابتلاه الله برؤيا ذبح ابنه إسماعيل، فسارع إلى الطاعة، وقال:
"يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ" [الصافات: 102]،
فكان الرد من إسماعيل عليه السلام: "يَا أَبَتِ فَٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ".
هنا تتجلى معاني الطاعة المطلقة لله، والخضوع الكامل لأمره، وهذا هو جوهر عيد الأضحى.
الأضحية ليست استعراضًا للقدرة المالية، بل عبادة خالصة لله. قال تعالى:
"لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ" [الحج: 37].
فلا ينظر الله إلى ما نذبح، بل ينظر إلى نيتنا، وتقوانا، وخشيتنا له.
من السنة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إراقة الدم" (رواه الترمذي).
فالأضحية شعيرة سنّها النبي، وحرص عليها، حتى قال: "من كان له سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا" (رواه ابن ماجه)، للدلالة على أهميتها.
رسالتنا اليوم:
يا من تعاني من ضيق الحال، وتقلق من الأسعار، وتُرهقك نفقات العيد… لا تنس أن الرزق بيد الله، وأن الله قال:
"وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" [الذاريات: 22].
عيد الأضحى ليس فرضاً على الفقير أن يشتري أضحية، ولا عيب في أن لا تملك مالًا لها، فالله لا يُكلّف نفساً إلا وسعها.
استعدوا للعيد بقلوب طاهرة، ونفوس متواضعة، وأعمال صالحة. اغسلوا قلوبكم من الحسد، وصافوا من خاصمتم، واذكروا الله كثيرًا، وعلّموا أبناءكم أن العيد ليس لباسًا جديدًا فقط، بل هو يوم من أيام الله، يوم يُذكر فيه اسم الله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.
كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منكم صالح الأعمال.
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn