نشاطا ملحوظا من جانب الكرادلة الذين بدأوا فى مشاركة مستجدات تتعلق بالعملية الانتخابية عبر منصات رقمية

مع اقتراب موعد المجمع البابوى لاختيار البابا الجديد بعد وفاة البابا فرنسيس شهدت وسائل التواصل الاجتماعى نشاطا ملحوظا من جانب الكرادلة الذين بدأوا فى مشاركة مستجدات تتعلق بالعملية الانتخابية عبر منصات رقمية. فى تحول لافت عن المجمع السابق عام 2013 حيث لم تكن وسائل التواصل الاجتماعى قد أصبحت راسخة كما هى الآن.
ووفقا لغوستافو إنترال مستشار الاتصالات الاستراتيجية الذى عمل مع البابا بنديكتوس السادس عشر والبابا فرنسيس من الواضح أن العديد من الكرادلة أصبحوا أكثر نشاطا الآن على وسائل التواصل الاجتماعى. وهذا تغيير كبير مقارنة بالمجمع السابق.وتابع إنترال فى حديثه لشبكة ABC News: الكرادلة الآن لا يترددون في التفاعل على المنصات الرقمية. إنها خطوة كبيرة نحو الانفتاح مقارنة بالمجمع السابق.
أحد الأمثلة البارزة كان الكاردينال إيساو كوكوشى رئيس أساقفة طوكيو الذى نشر صورة سيلفى مع عدد من الكرادلة الآخرين أثناء سفرهم على متن حافلة فى طريقهم للصلاة أمام قبر البابا فرنسيس بعد جنازته فى 26 أبريل
وقال الكاردينال ويليام جوه من سنغافورة الذى نشر أيضا على منصة إكس: صلوا لكى نختار الشخص المناسب ليكون خليفة القديس بطرس ويقود الكنيسة فى هذا العالم المعقد.
ويبدو أن هذا النشاط على وسائل التواصل الاجتماعى يعكس تحولا فى نوع المحتوى الذي يشاركه الكرادلة. ففي السابق كان المحتوى الروحى واللاهوتى هو الغالب لكن بعد وفاة البابا فرنسيس بدأ العديد منهم يركز على الحديث عن عملية انتخاب البابا الجديد.
كما أشار إنترال قائلاً: قبل شهر كان المحتوى أكثر تركيزا على العقيدة والروحانية لكن الآن يدور الحديث أكثر حول البابوية وعملية المجمع نفسها.إلا أن هذا الانفتاح على وسائل التواصل الاجتماعى لا يخلو من المخاطر. كيرت مارتنز أستاذ القانون الكنسى فى الجامعة الكاثوليكية الأمريكية حذر من أن الكرادلة يجب أن يكونوا حذرين للغاية فى نشر أى تفاصيل حول الاجتماعات الخاصة أو المداولات الداخلية محذرا من أن أى خرق للسرية قد يعرضهم لعقوبات شديدة بما فى ذلك الحرمان الكنسى قائلاً: إذا كنت كاردينالًا فلن أقول أى شىء لوسائل الإعلام الآن سوى نحن نصلى بجد وصلوا من أجلنا.من ناحية أخرى أشار والتر شايرر، أستاذ الهندسة فى جامعة نوتردام إلى أن الكرادلة قد يواجهون تعليقات سلبية على منصاتهم والتى غالبا ما تتعلق بالانقسامات السياسية أو قضايا الكنيسة المثيرة للجدل مثل فضائح الاعتداءات الجنسية.
وأوضح شايرر: ما نراه خاصة فى الحسابات البارزة للكرادلة هو أنهم لا يردون على التعليقات السلبية مما يفقد التفاعل جوهره.
وفى حين أن التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يحمل تحديات، فإنه يوفر أيضا فرصا أكبر للجمهور للتواصل مع الكنيسة الكاثوليكية ويتيح للناس الاختيار من بين الشخصيات الدينية التى يرونها أكثر تأثيرا وهو ما لم يكن متاحا من قبل.تجدر الإشارة إلى أن البابا فرنسيس كان قد قام بتفعيل الحساب الرسمى للبابا على تويتر @Pontifex، خلال حبريته مما جعل من فكرة التواصل الرقمى مع البابا أمرا معتادا.
وتوقع إنترال أن يواصل البابا الجديد هذا الاتجاه وربما يزيد من استخدام وسائل الإعلام الرقمية بما فى ذلك البث المباشر.
ومن المتوقع أن يبدأ المجمع البابوى لاختيار البابا الجديد فى 7 مايو 2025، وسط أجواء من الترقب والانفتاح الرقمى من الكرادلة الذين يسعون إلى اختيار خليفة للبابا فرنسيس وسط هذا العالم المعقد