أبناؤنا في خطر... فهل من مُجيب؟

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتتشابك فيه الضغوط النفسية والاقتصادية والاجتماعية، وجد شبابنا وفتياتنا أنفسهم في مهبّ رياح عاتية، تدفعهم إلى مهاوي السقوط والانحراف، وتجعلهم فريسة سهلة لمخططات تُرسم لهم بعناية؛ تبدأ من تعاطي المخدرات والكحول والمنشطات، ولا تنتهي عند إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، بل تمتد إلى ما هو أبشع وأقسى: التفكير في الانتحار، بل والإقدام عليه!
لم يعد الأمر مجرد حالات فردية، بل ظاهرة تستحق الوقوف الجاد، والتحرك السريع. إننا نشهد يوميًا قصصًا مؤلمة عن انحراف السلوك، وارتكاب الجرائم، وتفكك الأسر، وكلها تبدأ من غفلة وتهاون، وربما من خجل أو تردد في اتخاذ الموقف الحازم في الوقت المناسب.
ومن موقعنا هذا، نبعث برسائل واضحة وصريحة إلى كل أم، إلى كل أب:
إذا فقدت السيطرة على ابنك أو ابنتك، إذا شعرت أنك لا تستطيع إقناعه بالابتعاد عن تلك السلبيات، فلا تتردد، ولا تتأخر، بل بادر بإبلاغ السلطات المختصة. نعم، السلطات، لأن القانون هنا ليس عقوبة، بل حماية. حماية لك ولهم، من مستقبل مظلم قد لا تجد فيه إلا الندم وحرقة القلب.
رسالتنا اليوم واضحة: أبناؤنا في خطر.
الشباب يعيشون في أيام عصيبة، وضغوط الحياة لا ترحم، والسكوت خيانة لأمانة التربية، والتأخير في الرد القانوني المناسب قد يكون قاتلًا.
الجرائم التي نراها يوميًا من قتل ونحر وشذوذ وعقوق تبدأ من إهمال صغير، وتنتهي بكارثة. فهل ننتظر وقوع المصيبة لنبكي على الأطلال؟
أيها الآباء والأمهات:
راقبوا أبناءكم، تحرّوا تصرفاتهم، لا تغفلوا عنهم لحظة. خذوا الإجراءات القانونية والاجتماعية اللازمة فورًا. لا تخجلوا من طلب المساعدة، فطلب النجدة ليس ضعفًا، بل شجاعة ومسؤولية.
إن القانون سيحمي أبناءنا من الانزلاق، ويمنحنا الأمل في استعادة من نحبهم قبل أن نخسرهم إلى الأبد.
فلنتحرّك الآن... قبل فوات الأوان.