زيارات دبلوماسية ونشر قوات عسكرية.. سر التحركات المصرية فى القرن الإفريقى
تشهد منطقة القرن الإفريقى التى تعد واحدة من أكثر المناطق استراتيجية فى العالم تحركات مصرية مكثفة تهدف إلى تعزيز النفوذ السياسي والاقتصادى والأمنى للقاهرة فيها.
من زيارات دبلوماسية رفيعة المستوى إلى نشر قوات عسكرية فى الصومال تبرز مصر كلاعب رئيسى فى منطقة القرن الإفريقى مستفيدة من موقعها الجغرافى على البحر الأحمر وعلاقاتها التاريخية مع الدول الأفريقية وهى تحركات تأتى فى سياق معقد يتضمن توترات إقليمية مثل أزمة سد النهضة مع إثيوبيا والحـرب الأهلية فى السودان إلى جانب التحديات الأمنية فى الصومال والملاحة فى البحر الأحمر.
وشهدت الفترة الأخيرة زيارات واتصالات مكثفة لقادة دول القرن الإفريقى إلى القاهرة إلى جانب تحركات القاهرة النشطة في جيبوتي والصومال وأوغندا والتى اعتبرها متابعون بمثابة رؤية لتكريس دور مصر كقوة إقليمية محورية قادرة على مواجهة التحديات وتسخير الفرص فى منطقة تشهد تنافسًا دوليًا متزايدًا.
وكشف رئيس الوزراء المصرى مدبولى عن سر التحركات المصرية المكثفة فى منطقة القرن الإفريقى مؤكدا أن تلك المنطقة تمثل أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لمصر مستشهدا بالزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى إلى جيبوتى والتى تعد الأولى من نوعها منذ عقود.
وشدد رئيس الوزراء المصرى خلال المؤتمر الصحفى الأسبوعى للحكومة المصرية على الأهمية الكبيرة التى توليها القاهرة لمنطقة القرن الإفريقى وفى القلب منها دولة جيبوتى باعتبارها دولة هامة فى منطقة القرن الإفريقي ومحورية بفضل موقعها على مدخل البحر الأحمر، موضحا أن زيارة السيسى إلى جيبوتى ركزت على تعزيز التعاون الثنائى فى مجالات الطاقة والكهرباء والنقل واللوجستيات والموانئ والصناعة.
وتعد منطقة القرن الإفريقى التى تضم دولًا مثل الصومال وجيبوتى وإثيوبيا وإريتريا والسودان نقطة استراتيجية بسبب موقعها على البحر الأحمر ومضيق باب المندب حيث تمر حوالى 12% من التجارة العالمية وتشهد المنطقة تنافسًا دوليًا وإقليميًا مكثفًا، مع وجود قواعد عسكرية لدول مثل الولايات المتحدة والصين وتركيا فى جيبوتى إلى جانب تحركات إماراتية وسعودية لتأمين موانئ المنطقة.
