بئر الموت في "بنجا" تنقيب غير مشروع ينهي حياة شاب ويهدد آخرين تحت الركام بمركز طهطا بسوهاج
داخل قرية بنجا الهادئة التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، تحوّلت إحدى الليالي إلى مأساة مؤلمة، بعدما انهارت بئر داخل أحد المنازل فوق شخص كان يحفر في باطن الأرض بحثًا عن "كنز" مزعوم من آثارٍ قديمة.
لم يكن يتخيل أن حلمه بالعثور على الثراء سينقلب إلى كابوس ينهي حياته، بعدما انغلقت عليه جدران البئر، التي وصل عمقها إلى نحو أربعة أمتار، دفنته حيًا تحت التراب والصخور.
البلاغ الذي تلقته الأجهزة المعنية عن الحادث، حوّل القرية إلى ساحة استنفار، حيث هرعت قوات الإنقاذ البرّي التابعة لإدارة الحماية المدنية بمديرية أمن سوهاج إلى الموقع، في محاولة يائسة لانتشال الجثة من تحت الأنقاض، وسط صرخات الأهل والمارة، وخوف الأهالي من وجود ضحايا آخرين ما زالوا في البئر.
معاينة المكان كشفت عن كارثة حقيقية. الحفر الذي تم بشكل عشوائي وغير آمن، أدى إلى انهيار أرضي داخل المنزل، ما جعل عمليات الإنقاذ بالغة الخطورة. فرق الإنقاذ عملت بحذر شديد، بعد عرض المنزل على الإدارة الهندسية بالوحدة المحلية، التي أكدت أن أي خطأ قد يؤدي إلى انهيارات إضافية تهدد حياة المنقذين.
ورغم الصعوبات، تواصلت الجهود على مدار الساعات، وسط مشاركة الأهالي الذين لم يغادروا المكان، وأملهم في انتشال الضحية، أو ربما الضحايا، من باطن الأرض.
هذه الحادثة ليست الأولى، لكنها تدق ناقوس الخطر مجددًا بشأن عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار دون ترخيص، تلك المغامرات التي لا تترك وراءها سوى الدمار والمآسي.
رسالة أخيرة:
الثروات الحقيقية ليست في باطن الأرض، بل في الحفاظ على الأرواح. فليكن هذا الحادث درسًا قاسيًا، نأمل أن لا يتكرر.
