منى صدقى تكتب : رسالتى إلى شعب مصر !!!

حين كنا نقول إن مصر تواجه حصارًا وضغوطًا تفوق طاقتها، كان البعض يشكك في صحة ذلك ويعتبر الأمر نوعًا من المبالغة. واليوم، وقد ظهرت هذه الضغوط بشكل أكثر وضوحًا، صار من الضروري لمن كان يشكك أن يُعيد التفكير بواقعية.
كيف يمكن لأي شخص يتمتع بالعقل والبصيرة أن يغلق عينيه عن حجم التحديات الداخلية والخارجية التي تحيط بمصر من جميع الجوانب؟ خاصة وأن مصر تبقى القوة العربية الوحيدة التي ما زالت قادرة على مواجهة مخططات دولة الاحت*لال، بعد خروج جيوش عربية أخرى من الساحة بشكل متعمد ومدروس، مما أبقى الجيش المصري كآخر عقبة تقف أمام تحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى".
أما على صعيد التهديدات الخارجية، فهي واضحة للكفيف قبل البصير :
ضغط مكثف من قوى عظمى تسعى لإجبار مصر على فتح حدودها، لتنفيذ مخطط تهجير يخدم مصالح العدو ويشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.
- أدوار مشبوهة تلعبها دولة الاحت*لال في المنطقة كممثل لهذه القوى العالمية، باستفزازات متكررة تهدف لزعزعة استقرار مصر وجرّها إلى مواجهات وحرب علنية .
- تواطؤ إحدى الدول المحسوبة على المنطقة في تمويل حملات تشويه صورة مصر ومحاولة إضعاف موقفها التفاوضي، بعدما بات صوت القاهرة مصدرَ إزعاج لأولئك الذين اعتادوا الهيمنة
- إثارة الفوضى على أطراف الحدود المصرية في توقيتات مقصودة ومدروسة، بغرض استنزاف موارد الدولة. بدت تلك التحركات واضحة في ليبيا غربًا، ثم السودان جنوبًا، وصولاً إلى الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحت*لال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. هذا التصعيد لا يهدد فقط الحدود الشرقية لمصر ويُضعف أمنها القومي، بل يجبرها على الاصطدام المباشر مع دولة الاحتلال في المستقبل القريب .
وفي سياق ذلك، تواصل دولة الاحت*لال عملياتها العدوانية، مستهدفة البنية العسكرية والبنية التحتية لسوريا الشقيقة، مستغلة ضعف الدولة بعد سقوط نظام الأسد. كما كثفت ضرباتها على جنوب لبنان ضمن محاولات لتأكيد هيمنتها على المناطق المشتركة مع مصر عبر البحر المتوسط، مما يضع أمننا البحري فى خطر شديد .
وتكلمة للمشهد المشهد الاقتصادي العالمي ، ما خرج علينا به الرئيس الأمريكى من الرسوم الجمركية التي فرضها لزعزعة الأسواق العالميةوالتى لا شك أن هذه الزعزعة ستؤثر على الاقتصاد المصري على المدى القريب أو البعيد، وهو تحدٍ إضافي للأمن الاقتصادي الوطني .
ومع كل هذه الأخطار الخارجية التي تُحيط بالدولة المصرية، لا يمكن تجاهل الخطر الداخلي الدائم الذي تمثله الجماعات الإرهابية الساعية لزعزعة الاستقرار في البلاد ، هذه الجماعات للأسف تحظى بدعم خارجي لتحقيق الأهداف المعادية لمصر .
وهنا رسالتى لشعب مصر الكريم: إن ما نعيشه ليس مجرد أزمة عابرة بل هو صراع وجود، ولا مجال للتردد أو الحياد في مثل هذه اللحظات الحرجة. لطالما كان رهاننا على وعي الشعب المصري وقدرته على الالتفاف حول قيادته في الأوقات المصيرية. وأقول لكم: كونوا مع وطنكم، اصطفوا خلف قيادتكم لأن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لمواجهة كل تلك المخاطر والتحديات بنجاح