انقذونا أولًا ثم بعد ذلك العلاج

لا يخفى على أحد أن قسم الطوارئ هو القلب النابض لأي مستشفى، فهو المكان الذي تُقدم فيه الرعاية الطبية الفورية للمرضى الذين يعانون من حالات حرجة لا تحتمل التأخير. وعندما نتحدث عن الطوارئ، فإننا نتحدث عن لحظات فارقة بين الحياة والموت، لحظات لا مجال فيها للتجارب أو الانتظار.
قرار نقل قسم الطوارئ إلى مستشفى الكوامل قد يبدو إداريًا بحتًا، لكنه في الواقع يمس حياة كل مريض قد يجد نفسه في حاجة إلى رعاية عاجلة. فكيف لمريض مصاب في حادث، أو آخر يعاني من أزمة قلبية مفاجئة، أن يتحمل عناء المسافة الطويلة حتى يصل إلى الكوامل؟ ألا يعلم أصحاب القرار أن التأخير في مثل هذه الحالات قد يكون سببًا في فقدان الأرواح؟
السرعة في التعامل مع الحالات الطارئة ليست رفاهية، بل ضرورة تفرضها طبيعة الطوارئ ذاتها. فالتعامل الفوري مع الحالات الحرجة هو الذي يمنح المريض فرصة للحياة، أما التأخير فهو أشبه بحكم بالإعدام على من يحتاج إلى الإسعاف العاجل.
رسالتنا إلى أولي الأمر: قبل أن تتخذوا مثل هذه القرارات، ضعوا أرواح الناس في الحسبان. دعوا الطوارئ في مكانها القريب من المرضى، حيث يمكن إنقاذ حياتهم أولًا، ثم بعد ذلك يمكن تحويلهم للعلاج في أي مستشفى آخر. لا تجعلوا الطريق إلى المستشفى هو السبب في فقدان أرواح بريئة.
إنقاذ المريض يأتي أولًا، وبعد ذلك يأتي العلاج. فهل تسمعنا الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان؟