كيف وقعت أوكرانيا على صفقة الندم النووى؟

إدارة الرئيس الأميركى دونالد ترامب تطالب أوكرانيا بسداد 350 مليار دولار وهى القيمة التى تقول واشنطن إنها تمثل المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها الإدارات الأميركية السابقة لكييف منذ بداية الحرب مع روسيا فى 2022.
ومع ذلك فإن البيانات الرسمية الأميركية تشير إلى أن المبلغ الحقيقى الذى حصلت عليه أوكرانيا كان أقل من 100 مليار دولار حيث تم إنفاق نصفه على الأسلحة الأميركية مما يعني أن جزءًا كبيرًا من الأموال لم يغادر الولايات المتحدة بل ذهب مباشرة إلى الشركات المصنعة للأسلحة فى ظل هذه المطالبات تواجه كييف مأزقًا تاريخيا إذ تجد نفسها فى حرب مفتوحة ضد روسيا دون الدعم الغربى الذى كانت تعتمد عليه بينما يتعين عليها التعامل مع تداعيات فقدانها لردعها النووى الذى تخلت عنه بموجب مذكرة بودابست فى 1994.بحسب وزارة الخزانة الأميركية تشمل المطالبة الأميركية لأوكرانيا 125 مليار دولار للمساعدات العسكرية بما فى ذلك الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوى و75 مليار دولار لدعم الميزانية وتعويض الخسائر الاقتصادية و50 مليار دولار للمساعدات الإنسانية مثل الغذاء والمأوى إضافة إلى 100 مليار دولار كفوائد وقروض وتكاليف تشغيلية.
ورغم أن الرقم المُعلن هو 350 مليار دولار إلا أن مسؤولين أوكرانيين أشاروا إلى أن المبلغ الفعلى الذى تلقته أوكرانيا كان أقل من ذلك بكثير إذ تقدر بعض المصادر أن كييف لم تحصل على أكثر من 100 مليار دولار بشكل مباشر، حيث تم إنفاق معظم المساعدات فى شراء معدات عسكرية أميركية أو كمساعدات عينية لم تدخل الخزينة الأوكرانية.فى 1994 امتلكت أوكرانيا ثالث أكبر ترسانة نووية فى العالم، والتي ورثتها عن الاتحاد السوفيتى المنهار. فى ذلك الوقت تعرضت كييف لضغوط غربية لا سيما من الولايات المتحدة للتخلى عن أسلحتها النووية في مقابل ضمانات أمنية تم تدوينها فى مذكرة بودابست حيث تعهدت واشنطن إلى جانب روسيا والمملكة المتحدة باحترام سيادة أوكرانيا واستقلالها.
فى ذلك الوقت وعدت الولايات المتحدة كييف بأن تخليها عن أسلحتها النووية سيعزز أمنها لكن ما حدث بعد ثلاثة عقود من ذلك القرار يجعل الكثيرين فى أوكرانيا يعتبرونه صفقة الندم حيث باتت البلاد اليوم فى مواجهة مفتوحة مع قوة نووية مثل روسيا دون أى رادع استراتيجى يحميها بينما تتراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها السابقة بل وتطالبها بسداد فاتورة المساعدات