رئيس الاتحاد العربى للتعليم والبحث العلمي : احذروا التفكك الاسري
في لقائنا مع د محمد عبد الفتاح مصطفى رئيس الاتحاد العربي للتعليم والبحث العلمي عضو لجنة الشباب المركزية لبيت العائلة المصرية بعد حضوره الندوة التي اقامتها اللجنة في قصر الامير طاز يوم ١٩ يناير ٢٠٢٥ تحت عنوان ( ميلاد السيد المسيح رسالة محبة وسلام للانسانية) كان هذا الحوار الذي دار مع سيادته عن ما بعد العائلة الغرب يتوقع انهيار الأسرة في المستقبل ويدعو الي التفكك الاسري في مصر والدول العربية ما رايك؟
الأسرة، باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمعات، تواجه تحديات غير مسبوقة في العصر الحديث. التغيرات الثقافية والاجتماعية التي يشهدها العالم، خصوصًا في الدول الغربية، جعلت كثيرًا من المفكرين يحذرون من انهيار مفهوم الأسرة التقليدية في المستقبل القريب. هذا التحذير يجب أن يُقرع جرس الإنذار في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي رغم حفاظها على بعض القيم الأسرية، ليست بعيدة عن التأثر بهذا التفكك.
نجد مثلا انه في الغرب، تغيرت النظرة إلى الأسرة بشكل كبير. الارتفاع الملحوظ في نسب الطلاق، وتأخر سن الزواج، وزيادة عدد الأشخاص الذين يختارون العيش بمفردهم، كلها دلائل على أن الأسرة ككيان تقليدي تتراجع. أضف إلى ذلك تزايد الدعوات التي تقلل من أهمية الزواج أو تدعو إلى استبداله بعلاقات غير ملزمة، مما يؤدي إلى تفكك الروابط الأسرية. ونجد ان
أحد أهم أسباب هذا التحول هو التغير في القيم الثقافية والاجتماعية، حيث تُروج الفردية والاستقلالية على حساب التضامن الأسري. في هذا السياق، يتوقع كثيرون أن تتحول الأسرة إلى مجرد فكرة قديمة، مما يترك فراغًا نفسيًا واجتماعيًا هائلًا.
ما دور السوشيال ميديا في التفكك الأسري؟
السوشيال ميديا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها تحمل جانبًا مظلمًا عندما يتعلق الأمر بالأسرة. الاستخدام المفرط لهذه المنصات يؤدي إلى تآكل العلاقات الأسرية، حيث ينشغل كل فرد في عالمه الافتراضي، بعيدًا عن التواصل الحقيقي مع أفراد الأسرة.
إضافة إلى ذلك، تؤثر منصات التواصل على القيم والعادات من خلال نشر نماذج وأفكار قد تتعارض مع الهوية الثقافية والدينية. على سبيل المثال، ترويج نماذج غير واقعية للعلاقات الأسرية المثالية أو القيم الفردية قد يدفع البعض إلى فقدان الثقة في أسرهم أو البحث عن بدائل زائفة.
ماذا تقصد بالسوشيال ميديا وتعفن الدماغ
الانغماس في السوشيال ميديا لا يضر العلاقات الأسرية فقط، بل يؤثر أيضًا على العقول. مصطلح "تعفن الدماغ" يصف التأثير السلبي للتعرض المفرط للمحتوى السطحي أو المشتت، حيث يقل التركيز وتضعف القدرة على التفكير العميق. هذا له تداعيات خطيرة على الأفراد، خصوصًا الأطفال والشباب، الذين يصبحون أكثر عرضة للانعزال والانطواء، ما يزيد من الفجوة بينهم وبين أسرهم.
كيف نحمي أنفسنا من التفكك الأسري؟
تعزيز الحوار الأسري: يجب على الأسرة تخصيص وقت يومي للتواصل والتفاعل الحقيقي بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية.
تقنين استخدام السوشيال ميديا: وضع حدود زمنية لاستخدام الأجهزة الذكية يمكن أن يساعد في الحفاظ على التوازن.
التمسك بالقيم الأسرية: تعزيز القيم الإسلامية والعادات الحميدة داخل الأسرة يُعد حصنًا منيعًا ضد التأثيرات الخارجية.
توعية الأبناء: يجب توجيه الأطفال والشباب إلى استخدام السوشيال ميديا بشكل إيجابي، مع تعزيز وعيهم بالآثار السلبية.
وفي النهاية التفكك الأسري ليس مجرد مشكلة اجتماعية، بل هو تهديد حقيقي لاستقرار المجتمعات. علينا أن نأخذ التحذيرات الغربية بجدية، ولكن في الوقت نفسه نستفيد منها للبحث عن حلول جذرية تحمي أسرنا من التأثيرات السلبية. الأسرة ليست مجرد مؤسسة اجتماعية، بل هي أساس السعادة والاستقرار النفسي، ودورها لا يمكن أن يُستبدل بأي بديل. حفظ الله مصر وقيادتها وجيشها وشرطتها وشعبها وأمنها وأمانها من كل شر