مسجد أبو العباس المرسي
اعتاد أهل الأسكندرية على القسم بقولهم (والمرسى أبو العباس) والغريب أن الشخص الذى يقسمون له يصدقهم فورا،وهذا يجعلنا نقول أن هذا الرجل نال مكانه كبيره فى قلب كل شخص ،بل وصلت هذه المكانة إلى حد الثقه العمياء،فمن هو هذا الرجل ،وما قصه مسجده.
قبل الحديث عن مسجد أبو العباس ،لابد من معرفة من هو أبو العباس.
هو شهاب الدين بن أحمد بن الحسن بن على الخزرجى الأنصاري، يمتد نسبه إلى الصحابى الجليل (سعد بن عبادة)وجده قيس بن سعد بن عباده حكم مصر فى خلافه (على بن أبى طالب)كرم الله وجهه،ياله من نسب عظيم!
ولد أبو العباس فى مدينه مرسيه الأندلسية ،حفظ القرآن الكريم كاملا ، وفى يوم قرر والده الذهاب هو وأولاده الأثنين وزوجته لأداء فريضة الحج، ولكن يشاء الله (عز وجل)أن تنقلب السفينه ويغرق والده والدته وينجو الشقيقان على شاطئ تونس ، اصطحب أبو العباس الشيخ الكبير أبو الحسن الشاذلي ،كبير الطريقه الشاذليه والصوفية، فيأخذه معه الأسكندرية،وبعد مضى أربع أعوام من قدومهم الأسكندرية توفى الشيخ الشاذلي ليكمل أبو العباس الطريق من بعده فيكمل مسيرته فى تدريس العلوم الدينية واستقبال الوافدين الراغبين فى تلقى هذه العلوم على الطريقه الشاذليه الصوفيه،وبعد هذه المسيرة الحافله بالعلم ،يفارق شهاب الدين أبو العباس الدنيا،فيدفن فى منطقه تعرف بباب البحر فى مدينه الأسكندرية.
يظل الأمر على ماهو عليه حتى عام 1307م،حيث يزور قبر أبو العباس ،كبير التجار ويدعى(زين الدين القطان)فيقرر بناء ضريح على قبره وبناء مسجد صغير وجعل له مناره مربعه،وأوقف له أموال ليتم بنائه لم يتوقف الأمر على ذالك بل كلما مر الزمان وجد المسجد من يرممه ويزيد فيه.
حتى عهد الملك فؤاد الاول وبالتحديد فى عام1934م،أمر الملك بعمل ميدان للمساجد تصل مساحته 3200م٢،يضم مسجد الإمام البوصيرى، والشيخ ياقوت العرش ،ويتوسطهم مسجد أبو العباس المرسي، وقام بتصميم المسجد المهندس الإيطالي (ماريو روسى)الذى ظل فتره يدرس العماره الاسلاميه ليخرج لنا بهذه التحفه الخالده التى جمعت بين الطراز العربي والأندلسى فى آن واحد.
تعالوا بنا لنأخذ جوله سريعه فى المسجد من الداخل، يتميز المسجد بكثره الأعمده التى تحمل السقف حيث يحتوي على ١٦عمود،كل عمود ٨متر ،4أعمده منهم من الجرانيت الوردى صممت لحمل القبه،بالأضافه إلى الزخارف التى تحيط الجدران وكذا الحجر الإصطناعى من الأعلى والموزايكو من الأسفل، والأرابيسك والفسيفساء فى السقف وفتحات التهوية التى تحيط به من الداخل.
يبلغ ارتفاع قلته ٢٦م يتدلى منها ثريا من أطنان النحاس ،والبرونز ،ويحيط بها أربع قباب على أضرحه ثلاثه من تلاميذه.
هذا مجرد وصف للمسجد أمام المشاهده العينيه له أجمل من ذلك بكثير، لذا فالمسجد قبله العديد من السائحين ،بل هو مكان مميز الزياره عند المصرين.