جوهر الصقلي

نسب جوهر الصقلي:-
هو جوهر الصقلي أبي الحسن جوهر بن عبدالله ويعرف ايضا باسم جوهر الرومي وكان أهم واشهر قائد في التاريخ الفاطمي ،فهو مؤسس مدينة القاهرة وباني الجامع الأزهر وهو من أقام سلطان الفاطميين في الشرق ،وهو فاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، وينسب جوهر الصقلي للشيعه والمعروف أن الفاطمين ينسبون الي الشيعه.

سيرته:-
ولد جوهر في جزيرة صقليه الواقعه في البحر المتوسط ،جُلب صغيرا الي المهديه ايام حكم المنصور بالله الفاطمي ،وتربي تربيه عسكريه وانتظم في سلك الجيش ويري فيه حتي اصبح بعد ذلك قائد القوات الفاطميه في عهد المعز لدين الله ،وسرعان ما اثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الاخشيدين وسلطان العباسيين الي سلطان الفاطميين ، ولما استقر جوهر بمصر انشأ مدينة القاهره عام 969 بأمر من الخليفه المعز لدين الله بهدف جعلها عاصمة للدوله الفاطميه ، وقد حكم جوهر الصقلي اربع سنوات نيابة عن الخليفه الفاطمي..

توحيد بلاد المغرب :-
في عام 348 ارسل المعز جيشا بقيادة جوهر الصقلي الي المغرب الأقصى بعد أن نقضوا البيعه وأظهروا ولاءهم لأمير الأندلس الاموي ، فاحتلت الجيوش الفاطميه مدن تاهرت،وفاس،وسجلماسه ، وألقى القبض على العمال الأمويين في سائر بلاد المغرب ،وتقدموا في البلاد حتى وصلوا الي سواحل المحيط الأطلسي فأمر جوهر الصقلي باصطياد الأسماك وجعلها في قلال الماء وارسالها الي المعز لدين الله إشارة منه أنه أدى المهمه على اكمل وجه ، ولم يرجع القائد جوهر الصقلي الي مولاه الا بعد أن استأصل جميع الفتن في البلاد ،ثم عاد جوهر غانماً مظفراً ومعه صاحباً سجلماسه وفاس أسيريين في اقفاص من حديد ودخل بهما القيروان في يوم مشهود.

فتح مصر وبناء القاهره:-
حاول الفاطميون فتح مصر ثلاث مرات سابقه حتي تولي الخلافة الفاطميه في بلاد المغرب الخليفه المعز لدين الله الفاطمي الذي عزم ان يفتح مصر فجهز جيشاً عظيما وصل عدده 100ألف جندي ،وولي علي قيادته جوهر الصقلي وخرج الامام المعز لدين الله بنفسه لتوديع القائد جوهر الصقلي واقام اياما في معسكره وكان يجتمع الي جوهر كل يوم وخرج اليه يوما فقام جوهر بين يديه وقد اجتمع الجيش فخاطب الامام الدعاه الذين سيرهم مع جوهر فقال :-(( لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر ولتدخل الي مصر بالأرديه من غير حرب ، ولتنزل في خرابات ابن طولون ونبني مدينة تسمي بالقاهره)) .
زود المعز جيشه بالاموال وما يلزمه في مرحلة السفر ، كما دعم الجيش البري عدد من السفن البحريه لترسوا علي ميناء الإسكندرية وخرجت الحمله في 14 ربيع الثاني سنة 358ه فبراير 969م من مدينة القيروان بقيادة جوهر الصقلي ودخل الاسكندريه فسلمها اهلها بدون قتال ، وادرك اهل الفسطاط انه لا قبل لهم بصد جيوش الفاطميين فارسل الوزير جعفر الصقلي يطلب منه الامان ووافق جوهر وكتب عهدا ينشر العدل وبث الطمأنينه وترك الحريه للمصرين في اقامة شعائرهم الدينيه ، وفي 17 شعبان دخل جوهر الفسطاط عاصمة مصر وخرج الوزير جعفر بن الفرات وسائر الاشراف والعلماء في استقباله ورحبوا به ، وعسكر جوهر في الموضع الذي بني فيه مدينة القاهره وهكذا زال سلطان الخلافه العباسيه والحكم الاخشيدي في مصر بدون قتال ولا ضربة سيف واحده واصبحت مصر ولايه فاطميه في دوله تمتد من المحيط الأطلسي غربا الي البحر الاحمر شرقا.

وفاته:-
في شهر ذي القعدة من سنة 381 هجريه تعال جوهر، فعادة العزيز ،وارسل إليه خمسة آلاف دينار ،ثم يبعث له ايضا الأمير المنصور بن عبد العزيز ومعه خمسة آلاف دينار أخرى ،وتوفي جوهر سنة 381 هجريه وقد قام العزيز بإرسال الحنوط والكفن للمتوفي ،فكفن في سبعين ثوباً ،ما بين مثقل وموش بالذهب ثم صلى عليه العزيز ،ودفن بالقرافه الكبرى ،وأمر العزيز بترقية الحسين بن جوهر الصقلي ،وجعله في رتبة أبيه ،ولقبه بالقائد ابن القائد، ومكنه من جميع ماخلفه أبوه..