18:10 | 23 يوليو 2019

جمال حسين يكتب : سوريا.. ماذا بعد سقوط الأقنعة؟

1:53pm 19/12/24
جمال حسين
جمال حسين

ما حدث في سوريا أكد للجميع بما لا يدع مجالا للشك أنّ «المتغطي بغير جيشه وشعبه عريان»، وأنّ المصالح بتتصالح وأنّ الدول الكبرى يمكن أن تبيع رعاياها وحلفائها في لحظة مقابل صفقة.

كلنا نعلم أنّ الفصائل المسلحة السورية تتباين أنواعها وأشكالها وقوتها ومصادر تمويلها وتسليحها تبعاً لقوتها ومكانتها ومناطق نفوذها.. وكلنا رأينا كيف باعت روسيا حليفها اللدود بشار الأسد وتخلت عنه في لحظة بعد أن دعمته 13 سنة وجعلته يتحدى الجميع فاكتفت فقط بتهريبه وأسرته إلى أراضيها ومنحه حق اللجوء الإنساني.. إيران أيضا باعت «الأسد» خوفا على مشروعها النووي بعد أن رأت العين الحمراء من أمريكا وإسرائيل التي «علّمت» عليها وأهانتها وكشفت عورات أجهزة استخباراتها واغتالت إسماعيل هنية داخل أحد قصورها الرئاسية ثم دكت حصون أذرعها العسكرية في المنطقة، خاصة حزب الله في لبنان وسوريا وجماعة الحوثي في اليمن.

التنظيم الدولي للإخوان أول من هلل بعد صعود أبومحمد الجولاني إلى سدة الحكم في سوريا وبدأ يعيد ترتيب أوراقه ويوقظ خلاياه النائمة ويكثف أنشطة أبواقه الإعلامية.

تركيا تواصل تعميق تدخلها فىي الشأن السوري بتوسيع نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.

«أردوغان» قال إنه من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين، سواء داعش أو حزب العمال الكردستاني، لتصل لمرحلة الاستقرار.

التصريحات الصادرة عن وزارة الدفاع التركية تؤكد استعداد أنقرة لتقديم دعم عسكري وتدريبي للإدارة السورية الجديدة.

بالتأكيد تركيا تدعم «الجولاني» لتحقيق عدة أهداف استراتيجية، في مقدمتها توسيع نفوذها الإقليمي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ما يمكنها من لعب دور أكبر في تشكيل مستقبل البلاد السياسي والأمني كما أنها تريد أن تضمن عودة آمنة وطوعية للاجئين السوريين المقيمين في تركيا، والأهم من ذلك كله مواجهة التهديدات الكردية، حيث تعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب الكردية تشكل تهديدا لأمنها القومي ومن خلال دعمها للجولاني تسعى تركيا إلى تقويض نفوذ هذه الوحدات في سوريا.

أما قوات «قسد»، فحكايتها حكاية منذ سيطرة «الجولاني» على الأوضاع بدأت علاقة الحكومة الجديدة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تتصدر المشهد، في ظل اتخاذ الأكراد المسيطرين على مناطق بشمال وشرق البلاد، سلسلة من الخطوات لإثبات حسن نواياهم ونفي فكرة الانفصال.. لكن تركيا عدوة «قسد» اللدودة تصر على إنهاء وجودهم العسكري، وعدم القبول بأي دور لهم في المنطقة، وهو ما يلقى اعتراضا من الولايات المتحدة التي تعتبر «قسد» الحليف الموثوق لها منذ سنوات، لكن تركيا تؤكد أنّ «قسد» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل الحكم الجديد.

أما «هيئة تحرير الشام» التي تأسست عام 2017 بزعامة أحمد الشرع والمنبثقة عن «جبهة النصرة» سابقا والتي تعد فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا والمصنفة على قوائم الإرهاب فتحاول بكل قوة تثبيت أركان حكمها وتلقى دعما أمريكيا مشروطا بعدم المساس بمصالح حليفتها إسرائيل وهو ما رضخ له «الجولاني».

أما إسرائيل فكانت الفائز الأكبر مما حدث في سوريا، فقد استغلت حالة الفوضى والاضطراب بعد إسقاط نظام الأسد وشنت عمليات عسكرية واسعة دمرت خلالها 80% من قدرات الجيش السوري وقواعده العسكرية برا وبحرا.

إسرائيل تفاخرت بأنّ 350 مقاتلة تابعة لها هاجمت مواقع عسكرية سورية من دمشق إلى طرطوس ودمرت الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي، ومستودعات الأسلحة والذخيرة واستولت على الشريط الحدودي العازل وخرج «نتنياهو» يحذر القادة الجدد لسوريا من السير على خطى «بشار» وطالبهم بعدم السماح لإيران بإعادة التموضع في سوريا أو السماح بنقل أسلحة إيرانية إلى حزب الله عبر سوريا، كما كان يحدث من قبل وإلا فسيكون الرد الإسرائيلي قاسيا ويدفع النظام السوري الجديد الثمن باهظا كما حدث مع النظام السابق!
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn