فريد عبد الوارث يكتب: محليات سوهاج بين المتوقع و المأمول
سيطرة أخبار حركة التنقلات و التعينات المنتظره بمراكز و قرى سوهاج على التسريبات و الحصريات و الأحاديث الجانبيه خلال الفتره الأخيره، فما بين توقعات بتغييرات جذرية و أخرى بعملية " قص ولزق " و بين آمال الشارع السوهاجي في صواب رؤية أصحاب القرار في إختيار الجديرين بقيادة سفينة المحليات في تلك المرحلة الدقيقة، بعيداً عن تدخلات و وساطات النواب و الأحباب، الجميع ينتظر ولادة الجنين القادم.
وهكذا هو الحال مع كل حركة للمحليات انتظار و تلهف و استقصاء، و لا أدري ماذا ينتظر العامة و الخاصة من هذه الحركة المتعثرة؟ عموماً سأسير في ركب المنتظرين و المحتاجين و أبناء السبيل و العاملين عليها، لعل و عسى أن يحدث تغييراً جوهرياً يعيد الأمال للمنتظرين في ملف بات متخماً بالإهمال و الفساد رغم كونه من الملفات التي تمس المواطنين، غير أنه أصبح يعادل مس الجن و الشياطين!
ينتظر المتلهفين و المتشوقين و المرضي عنهم من النواب رؤية أسمائهم في الكشوف الجديدة، وينتظر الشارع قدوم قيادات حازمه نظيفة اليد تحدث فارقاً حقيقياً في إدارة المدن و القرى، و رغم أني لست من أنصار التغيير الكثير ، و خاصةً إذا كان روتينياً لسد عجز موجود أو استبدال قيادة فاشلة بعد أن تحمل المواطن البسيط تبعات فشلها.
فلندع التوقعات و نبحث في نتائج الاختيارات السابقة و القادمة، لعلنا لا نعيش خيبة قوية فى الادارة ، فليس هناك سوبر مان تقتنيه المحليات ليصحح الأخطاء و يعيد الثقة بعيداً عن سد العجز و استبدال موظف بموظف خاصة في ظل ضيق القماشة كما يقولون، و عدم وجود قيادات من كوكب اليابان الشقيق مما يستدعي تحريك و تدوير و ليس إضافة حقيقية و المحصلة تعيين قيادات معينة و موجودة بالفعل، فمتى نختار من خارج الصندوق؟
هناك عاملين متميزين أصبحت قناعتهم بان حجم العمل و متطلباته لا تحتاج إلى وجودهم أو جهودهم و لا مردود من انتظارهم للفرصة في ظل الوساطات و تكرار الاختيارات بنفس الكيفيه ، و لعل وجود هذه القناعة أو التصور لا يوحي على الإطلاق بوجود نظرة استراتيجية محددة لتحقيق مستقبل أفضل أو العمل على واقع نعيشه و نعاني منه، و هذا إقرار خطير بأن الحكم المحلي بشكل عام لم يعد لديه القدرة علي احتواء أو استخدام مزيد من القيادات ،و هذا يعني أننا وصلنا الي أن نعلن أنه ليس في الامكان أبدع مما كان!!
فالمأمول لدى المواطن من المحليات التي تمتلك ملفات هامة و حيوية تلتصق بمصالح الناس هو أن يكون جسراً ممتداً بين المواطن و الدولة، و عدم وجود استراتيجيات بعيدة المدى للحفاظ على مقدرات ذلك القطاع الحيوي الهام و استدامته قد يؤدي إلى ترسيخ توجه في غاية الخطورة و فلسفة عمل مضمونها الإقرار بواقع تُرفع فيه راية الاستسلام بكل ما فيها من أبعاد و متغيرات لن ندرك عمق خطورتها و تأثيراتها الإ بعد فوات الآوان.