فريد عبد الوارث يكتب: من القاهرة .. هنا كل العواصم العربية
اقتضت سنة الله في أمتنا العربية ألا تسقط مصر و الشام في وقت واحد، و لنا في التاريخ العبرة و المثل، فحين انهارت الشام و العراق و اجتاحتها جحافل المغول و التتار و لم يكن هناك غير مصر لإنقاذ الأمة الإسلامية برغم حالة الضعف التي كانت في مصر حينها، رفعت مصر راية التحدي و توحدت في ساعات قليلة و جهزت جيشها و أنقذت أمتها و كسرت شوكة التتار و كتبت نهايتهم و خروجهم من التاريخ، بل و أنقذت أوروبا و العالم من شرورهم .
كذلك حين أنهت الحملات الصليبية على فلسطين و الشام لم يكن هناك من عقبة أمامهم للسيطرة على بلاد المشرق العربي سوى مصر، و أيضاً ردتهم مصر و كسرة شوكتهم و حررت القدس و بلاد الشام و أنقذت أمتها العربية و الإسلامية من مصير مجهول .
إذن ... لا خوف على أمتنا العربية طالما بقيت مصر مستعدة و مترابطة و تمتلك جيشاً مسلحاً قوياً يضم خير جنود الأرض بنص الحديث الشريف، و لعل ما فعلته القيادة السياسية المصرية الواعية بما يجري حولها من مؤامرت تم إعدادها و صرف المليارات عليها من القوى العالمية و الصهيونية، لم يكن سوى استعداد لساعة الصفر التي لن يكون فيها حائط صد سوى مصر و جيشها كما اقتضت سنة الله .
فهيا بنا نفخر _قبل أن نعلم _بما أعدته مصر خلال السنوات الماضية في ظل حالة السيولة و الفراغ العسكري التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط ،حيث كان لدى الدولة المصرية و أجهزتها المعلوماتية من المخابرات العامة و العسكرية القدرة على قراءة الأحداث لسنوات طويلة قادمة و تمكنوا جيداً من الإعداد لها و تجهيز الدولة المصرية بما يليق لمجابهتها من خلال الآتي:
أولا .. تأمين و توفير إحتياجات و إحتياطات بترولية كاملة للدولة المصرية من خلال أكبر مشروع لتخزين البترول في الشرق الأوسط و إفريقيا ، بإضافة عدد 24 خزان ضخم لتخزين البترول هي الأكبر في العالم ، حيث يضيف هذا المشروع للدولة مايقرب من 27 مليون برميل نفط ليصل إجمالي السعه التخزينية لمصر الي 66 مليون برميل بترول .
ثانياً .. المشروع القومي لمستودعات الأدوية و المستلزمات الطبية حيث قامت الحكومة المصرية بإنشاء عدد 6 مخازن إستراتيجية لتخزين الأدوية و المستلزمات الطبية موزعة في عدة محافظات مختلفة مراعاةً للتوزيع الجغرافي و سهولة وسرعة توزيعها.
ثالثا .. المشروع القومي للزراعة و الإستصلاح و إنشاء الصوامع لتخزين القمح ، حيث توسعت في مشروعات زيادة مساحة الرقعة الزراعية للدولة المصرية عن طريق إستصلاح عدد 4 مليون فدان و كذلك المشروع القومي للصوب الزراعية بإنشاء 100 ألف صوبة زراعية ، بالإضافة إلى توقيع تحالف من المستثمرين الصينيين على مشروع زراعة مليون فدان يبدأ العمل به في 2025 ، فضلاً عن المشروع القومي للصوامع ، حيث قامت على إنشاء و تطوير وتحسين عدد 55 من الصوامع لتخزين القمح على أحدث ما وصل إليه العلم من التطور للحد من نسبة الهالك ، و كذلك توفير إحتياطات إستراتيجية لأهم السلع الغذائية.
رابعاً .. تطوير و تحديث كافة إمكانيات و قدرات الجيش المصري عبر تنفيذ خطة عاجلة تم وضعها مسبقاً لتمكن القوات المسلحة من الحصول على أحدث المعدات القتالية و توفير أحدث الأسلحة لكل فرع من فروع القوات المسلحة المصرية بدءاً من القوات الجوية و القوات البحرية والقوات البرية و الدفاع الجوي، كذلك إنشاء أكبر القواعد العسكرية البرية والبحرية و الجوية موزعةً على كافة النقاط الإستراتيجية مثل قاعدة محمد نجيب ، قاعد برنيس ، قاعدة 3 يوليو" والعديد من القواعد الأخرى والتي تعد الأكبر في الشرق الأوسط و إفريقيا ، وذلك لتأمين كافة الإتجاهات الإستراتيجية المصرية ، و ما خفي كان أعظم .
تحديات وجودية ازالت دولاً من الخريطة و شردت شعوباً في مشارق الأرض و مغاربها، استعدت لها مصر منذ 2014 ، و أصبحت جاهزة لمواجهة كافة التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي .
يتبقى أن نكون كشعب على مستوى الخطر و أن نلتف حول راية مصر فهي كنانة الله في أرضه و هي آخر حصون الأمة و أملها للنجاة حين تتكالب عليها الأمم.
من القاهرة هنا دمشق .. من القاهرة هنا بغداد .. من القاهرة هنا طرابلس ..
من القاهرة هنا الأمة العربية و الإسلامية.