18:10 | 23 يوليو 2019

فريد عبد الوارث يكتب: التوهان واختلاط المفاهيم .. ضياع الأوطان

11:32pm 08/12/24
جانب من المتابعه
فريد عبد الوارث يكتب

ليس هناك أبلغ من تسمية المرحلة التي نعيشها الآن بأنها مرحلة التوهان و الاضطراب الفكري و خلط المفاهيم، و التخبط، و الخلط بين المسميات؛ شيء عجيب، و أمر غريب، نعيشه اليوم، حتى أصبح الحليم و الحكيم حيران، لا يدري إلى أين يتجه و لا يدري بماذا يأخذ و لا إلى أي فريق ينحاز!!! 

 

تعرضت الأمة عبر تاريخها الممتد لأكثر من ألف و أربعمائة بأحداث كثيرة و تغيرات عظيمة تنوعت ما بين قوة و غلبة، وما بين ذل و انحطاط، فأحياناً تكون في عزة و منعة و حيناً تصبح في ضعف و هوان، عاشت خلالها أمتنا التقدم و الانتصارات ذاقت الهزائم و الانكسارات، و تلك سنة الله -تبارك وتعالى- في خلقه، فليس هناك شيء يدوم على حاله، لكنها أبداً لم تصل لمرحلة التوهان الديني الحادث الآن. 

 

مرت أمتنا بمنحنيات صعبه، و منعطفات خطيره، لكنها اليوم تحيا في أخطر مراحلها، و المشكلة أن أبنائها لا يشعروا بخطورة هذه المرحلة! برغم الكم الهائل من المآسي و القتل و الدمار الذي لم تسلم منه بقعة من بقاع الديار، و الذي يجري عرضه على أعيننا على مدار اليوم حتى اعتدناه و لم يعد يؤرق لنا جفن! 

 

أمة فقدت صفة الفاعل و باتت مفعول بها، أمة أصبح مصيرها في يد أعدائها يتكلمون عنها و عن قضاياها، بل و يقررون و يحددون مصيرها! ألا يكفي أن تنظر إلى هذه الأحوال حتى تدرك خطورة هذه المرحلة التي تعيشها الأمة اليوم؟ 

 

اختلاط المفاهيم ضيع مفهوم الإسلام الصحيح، و ضاعت حقيقة الإسلام، و صار الإسلام اليوم يضرب باسم الإسلام و يحارب باسم الإسلام! صار الناس ينسلخون عن الإسلام باسم الإسلام، و هذا أحدث فتنة كبيرة سببت حالة شك و الارتياب لدى كثير من المسلمين حين وجدوا هذا الاضطراب الشديد. 

 

أصبحت أرضنا ميدان المعركة الكبرى التي نزلت فيها القوى العالمية بكل إمكانياتها، سخرت أموالها و سخرت إعلامها وسخرت جيوشها واستخباراتها، من أجل إبقاء صورة الإسلام مشوهة في نفوس أبنائه قبل أن تكون مشوهة في نفوس أعدائه، فهم يعلمون علم اليقين أن الأمة متى فهمت الإسلام فهما صحيحاً فلن تقف أمامها أي قوة على الأرض. 

 

اختلطت المفاهيم عند المسلمين فصار العدو صديقاً و الصديق عدواً و القريب بعيداً والبعيد قريبا و اختلت الموازين اختلالاً كبيرا، مع أنها واضحه وضوح الشمس في كتاب الله و سنة نبيه الكريم. 

 

ونتج عن ذلك أن تقاتل المسلمين رافعين رايات مختلفة، وبات كل حزب بما لديهم فرحين، و أصبح لكل قبيلة ميليشيا و لكل إقليم جيشاً، فاصبحنا لقمة سائغة على موائد اللئام، بتنا نخرب أوطاننا و بيوتنا بأيدينا تحت مسمى الثورات!  

 

ونسينا أن العاقل من إتعظ بغيره و الأحمق من إتعظ بنفسه و أن الذي لا يتعظ بغيره إتعظ به غيره، و من لم يعتبر بعبر الزمان كان لغيره خبرا.

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn