فريد عبد الوارث يكتب: سوريا التي كانت !!
خداع الناس أسهل من إقناعهم أنه تم خداعهم، ذلك القول الدارج يعبر عن ردود أفعال الشعوب العربية و هي تشاهد بث مباشر لتقطيع أوصال دولة سوريا و قتل أهلها و التنكيل بنسائها على مرأى و مسمع العالم كله! و كأننا نشاهد أحد أفلام الكاوبوي في سينما الخيال العلمي! ومع ذلك نجد من المغفلين و المخدوعين من يصدق أنها ثورة و أن مرتزقة العالم محترفي القتل و الاغتصاب سيحررون سوريا و ينشرون العدل في ربوعها.
ساعات قليلة تفصلنا عن واقع أليم و تاريخ و جغرافيا جديدة عبر محو ما كانت تسمى دولة سوريا و عاصمتها دمشق! وسقوطها في يد الميلشيات الإرهابية المدعومة صهيونياً و أمريكياً و تركياً!! فمن يصدق أن سوريا أصبحت أندلس العصر؟
ساعات قليلة و تبدأ مراحل تقسيم و توزيع الأراضي و الثروات السورية ، بشكل فعلي أمام أعين الجميع ، فأين إيران و روسيا حلفاء النظام السوري ، أين الرئيس و الجيش والشعب و أين عبارات الوطن العربي لنصرة بعضهم البعض و أين جامعة الدول العربية؟
خلال 10 أيام فقط سقطت العديد من المدن و المحافظات السورية ، منذ أن بدأ الحراك العسكري للميليشيات المسلحة للقضاء على التواجد الرسمي للقوات المسلحة السورية و القضاء على النظام و ذلك عبر منتخب الأرهابيين العالمي المكون من:
1_قوات سوريا الديموقراطية "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة.
2_قوات الجيش الوطني السوري المنشق المدعوم من تركيا
3_قوات هيئة تحرير الشام التي تضم فصائل ما يسمي بالمعارضة و علي رأسهم الإرهـابي المدعو أبو محمد الجولاني سابقاً أما حالياً بعد التلميع أصبح اسمه أحمد الشرع المدعوم من إسرائيل و أمريكا و تركيا.
و للعلم فإن هيئة تحرير الشام التي بدأت الحراك العسكري في الأربعاء الأخير من ديسمبر الماضي ضد قوات الجيش العربي السوري أحد الفروع المنبثقة من تنظيم القاعدة الإرهـابي الذي نشأت في سوريا تحت إسم جبهة النصرة و اليوم خرجوا للعلن كأنهم المخلصين للشعب السوري و على رأسهم الإرهـ ـابي "الجولاني" الإرهابي الدولي المطلوب من مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية و لم تستطع الوصول له ،برغم أنه قام منذ ساعات بعمل مقابلة صحفية على القناة الأمريكية CNN بإسمه الجديد أحمد الشرع المناضل و المقاتل في خدمة سوريا و شعبها ، و مع ذلك لم تزعم المخابرات الأمريكية أنها عجزت عن العثور عليه !!
بداية النهاية للدولة السورية تم تدشينه حين سلم بشار الأسد بلده و أرضه ووضعها في خانة الدول التابعة الذليلة لروسيا من ناحية و إيران من الناحية الأخرى، فأي رئيس يسمح بوجود منظمات و جماعات مسلحة تابعة لدولة أخرى خائن و الجيش الذي ينقسم على نفسه خائن ، و الجيش الذي يرمي سلاحه و ينسحب من أرض المعركة في مدينه تلو الأخرى خائن ، والشعب الذي يسمح لأهل الشر أن يعبثوا في وعيه و عقله و إنقلب علي بلده و ثار على جيشها خائن و الشعب الذي يرحب بجماعات إرهـابية مدعومة من أعدائه و يفرط و يحارب جيشه و يهاجر لدول أخرى ما هو إلا شعب جبان منبطح و يستحق ما يحدث له.
ولعل ما حدث في الشام يثبت لنا للمرة المليون أن المتغطي بالروس والأمريكان عريان فها هي روسيا تعلن رسمياً أنها لم تعد تمتلك أي خطط لمساعدة سوريا، بل إنها طالبت رعاياها بسرعة مغادرة الأراضي السورية! أما المتغطي بإيران فهو بلا شك واهم مخدوع وضع نفسه في آتون نار الفرس و خيانتهم و الذين أعلنوا ترك سوريا لمصيرها متخلين عنها و عن رأس النظام الذي سلمهم البلاد منذ عام 2011 .
الدور قادم على العراق و الأردن و مازال القوس مفتوح، و ما زلنا لا نصدق أن مؤامرة ثورات الخراب العربي ليست سوى احتلال أمريكي صهيوني جديد!
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.