فريد عبد الوارث يكتب: سوريا المذبوحة على نصب الخيانة .. محاولة للفهم
لم تعد سوريا تعاني من الحرب الأهلية فقط بل تحولت لمسرح عمليات لصراعات إقليمية و دولية، و كل طرف له مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في استمرار الجبهة السورية مشتعلة، لتحقيق مكاسب جيوسياسية، سواء بإضعاف الخصوم و تعزيز النفوذ أو حماية الأمن القومي، و أصبحت البلاد في مواجهة منتخب الأرهابيين من كل أنحاء العالم منفردة في أضعف فترة تمر على الأمة العربية!! و في هذا المقال سنحاول استعراض المخاطر المحيطة بسوريا و استكشاف خيوط المؤامرة التي يجري تنفيذها حالياً...
أولاً.. تتواجد إيران بشكل أساسي في سوريا و تسعى لتعزيز وجودها العسكري و السياسي في سوريا كجزء من مشروعها الإقليمي بما يمنحها فرصة لترسيخ نفوذها العسكري خاصة قرب الحدود مع إسرائيل من ناحية و من الناحية الأخرى ممارسة الضغط الإقليمي على الدول العربية السنيه، و كان من نتيجة ذلك أن تجد إسرائيل الحجه و تدعي تدخلها لمنع إيران و حزب الله من تأسيس وجود عسكري دائم قرب حدودها خاصة في الجولان، ومنع توحيد سوريا تحت سلطة مركزية قوية.
ثانياً.. الجانب الأميركي يسعى من خلال هذا الصراع لاحتواء النفوذ الروسي و الإيراني في سوريا، و ضمان الاستقرار الأمني لإسرائيل، كما أن بقاء الصراع يمنحها ذريعة للوجود العسكري في سوريا و التحكم في ملفات إقليمية كثيرة، ناهيك عن سرقة الثروات السورية و خاصة البترول و الغاز الطبيعي.
ثالثاً.. يتم معاقبة روسيا على غزو أوكرانيا عبر فتح جبهات أخرى لإشغالها و تشتيت جهودها العسكرية في أكثر من مكان، مما حد من الدعم الروسي للنظام الحاكم و فضلت روسيا دعمه بالسلاح و المستشارين العسكريين بدلاً من التدخل المباشر، مع استمرار الدعم الدبلوماسي في المحافل الدولية مثل مجلس الأمن، لمنع أي تدخل دولي ضد النظام.
رابعاً.. سيطرة المعارضة المسلحة على حلب تعني أن هذه المنطقة أصبحت خارج سيطرة الحكومة السورية، و أنها أصبحت تدار بشكل فعلي من جانبها حيث ستدير الوضع الأمني والعسكري و تفرض قوانينها و تتحكم في الموارد و البنية التحتية و تحوّل هذه المنطقة إلى معاقل للفصائل المسلحة بما يشكل تحدياً كبيراً للنظام السوري لأنه يُظهر عجزه عن بسط سلطته على كامل الأراضي السورية.
خامساً.. اندلعت الاشتباكات بدون مقدمات عقب توقيع اتفاق الهدنة بين إسرائيل و لبنان، مما يؤكد ضلوع تل أبيب في المؤامرة بشكل أساسي، حيث توسعت رقعة المعارك بين الجيش السوري و التنظيمات الإرهابية من غرب مدينة حلب حتى جنوب غربها وشرق إدلب وجنوب شرقها حتى محيط سراقب و شن الإرهابيون هجمات ضخمة على تلك المحاور في توقيت متزامن، للوصول إلى طريق حلب- دمشق الدولي باستخدام دبابات و مدرعات و ناقلات جنود و راجمات صواريخ و كذلك مسيرات أوكرانية حصلوا عليها مؤخراً و قامت المخابرات الأوكرانية بتدريبهم علي إستخدامها.
سادساً.. حجم القوة البشرية المهاجمة للإرهابيين ضخمة جداً مقارنة بحجم قوات الجيش السوري المدافعة و هو ما ساعدهم علي تحقيق إختراقات في عدة نقاط بسبب إضطرار القوات السورية المدافعة للتراجع إلي خطوط دفاعية أقوى في الخلف و لتجنب خسائر بشرية كبيرة، مما يوضح التخطيط الدقيق و الدعم الكبير من القوى الخارجية للمعارضة و الذي أدى لتراجع الجيش السوري و محاولة إمتصاص الهجمات الضخمة مع إستمرار تدفق التعزيزات و التحضير لهجوم مضاد لاسترجاع المناطق التي سقطت في يد الخونة و عملاء الصهيونية، مع استمرار الطيران الحربي و المروحي الروسي و السوري الهجمات دون توقف منذ بداية اجتياح حلب.
سابعاً.. نتنياهو يعقد اجتماع طارئ مع قادة الأجهزة الأمنية و السياسية لمناقشة الملف السوري و هذا الاهتمام حول ما يجري في حلب هو أمر غير مسبوق، مشاورات أمنية عاجلة يشارك فيها قادة المؤسسة الأمنية مما يعني أن الصهاينة هم المحرك و هم في قلب الحدث إستخباراتياً و فعلياً ...
ثامناً .. هناك أشخاص يحملون شعارات تنظيم داعش يقاتلون لصالح أوكرانيا بالإضافة إلى ذلك، توجد وحدات شيشانية مناهضة للحكومة الروسية تقاتل لصالح أوكرانيا ضد القوات الروسية في سوريا، حيث تستخدم القوات المهاجمة شريطين باللونين الأصفر و الأزرق كعلامات تعريف و السبب أن مشغلي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين قاموا بتدريبهم علي تجنب القصف بالخطأ لمن يضعون هذين الشريطان الأصفر و الأزرق ...
والخلاصة ..
انتهى الصهاينة بدعم أمريكي أوروبي من تدمير غزة ثم لبنان و جاء الدور على سوريا لإخلائها من الروس و الإيرانيين و لإسقاط رئيس سوريا و إغراق الشام في مستنقع الفوضي و العنف و الإرهاب و الصراعات الداخلية و ذلك عبر حصار حلب من ثلاث جهات و تنفيذ السيناريو العراقي في الموصل عبر تنظيم داعش الإرهابي و احتلال المدينة و ذبح أهلها و بيع نسائها في سوق الرقيق استكمالاً لمخطط تغيير الأوضاع الإقليمية القائمة و تغيير خريطة الشرق الأوْسط للأبد....
و تبقى سوريا وحيدة في مواجهة منتخب الأرهابيين العالمي و المرتزقة من كل مكان و نحن في مقاعد المتفرجين!! و لسنا بحاجة للتذكير بأن دول الشام هي بوابتنا الشرقية و خط الدفاع الأول عن أمننا القومي و سقوطها يعني أن مصر أصبحت على بعد خطوات من صدام كبير مع الصهاينة و ذيولهم و أن الجيش المصري العظيم بات أمل الأمة الوحيد بعد الله سبحانه و تعالى مما يدعونا للإلتفاف حول القيادة و دعم قواتنا المسلحة بكل قوة ...
تحيا مصر لتحيا الأمة .... تحيا مصر لتزول الغمه والسلام....