محمود كمال البهنساوي يكتب : مكتسبات الشعب الفلسطيني من قرار المحكمة الجنائية الدولية
آثار قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال كلا من بنيامين نتنياهو( رئيس الحكومة الإسرائيلية) ويواف غالانت (وزير الدفاع السابق) والقائد في حركة حماس محمد دياب ابراهيم المصري المعروف باسم (الضيف) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضجه عالميه كبيره في شتى الأوساط السياسية حيث وُضعت بموجبه الدول الحليفة لإسرائيل مثل فرنسا وهولندا وايطاليا وكندا في مازق شديد بين الإنصياع لقرار المحكمة او تغليب المصالح السياسية فمن جانب هولندا فقد صرح وزير الخارجية الهولندي ( كاسبر فيلد كامب) عن تنفيذ هولندا لقرارات المحكمة دون شك ومن جانب ايطاليا فقد ظهر تخبط في الآراء بين اعضاء الحكومة على لسان كلا من وزير الدفاع الذي صرح بان ايطاليا ستضطر لتنفيذ قرار المحكمة وبين وزير الخارجية (انطونيو تاياني) الذي صرح بان ايطاليا تدرس كيفيه تفسير القرار واتخاذ اجراء مشترك (وذلك بحسب صحيفه تايمز اوف إسرائيل). ومن جانب فرنسا فلم يتضح الأمر بشكل واضح حيث علق على القرار المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن قرار فرنسا سيكون متوافقا مع مبادئ المحكمة مشيرا الى انها نقطة وقضية شديدة التعقيد من الناحية القانونية. وبالنظر لقرارات المحكمة السابقة نجد انها قد حكمت مسبقاً على العديد من الرؤساء والشخصيات البارزة بالاعتقال تحت تهم مختلفة وابرز هؤلاء كان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في مارس 2023 والذي ترتب عليه في البداية تغيب بوتين عن قمه بريكس التي عقدت في دولة جنوب افريقيا في اغسطس 2023 باعتبار ان جنوب افريقيا عضوا بالمحكمة وسيتعين عليها اعتقاله ولكن ومع ذلك قام بوتين فيما بعد بالعديد من الزيارات الرسمية لدول تحمل العضوية بالمحكمة الجنائية الدولية منها دولة منغوليا في 2 سبتمبر2024 كما واجه الرئيس السوداني (عمر البشير)عام 2009 مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية وكانت تعد الأولى ضد رئيس في السلطة منذ انشائها عام 2002 لكن لم يمنع ذلك الرئيس السوداني من حضور قمة الاتحاد الافريقي عام 2015 والتي عقدت في دولة جنوب افريقيا. وبناء على ما سبق يتضح مدى التخبط والتخاذل الذي تواجه قرارات المحكمة الجنائية من ناحية التنفيذ الفعلي إلا ان ذلك لا يعني عدم عودة قرار الاعتقال بأي نفع على الشعب الفلسطيني ولكن يمكن وصف مكتسبات الشعب الفلسطيني في الوقت الحاضر بالمكتسبات المعنوية حيث أثر ذلك القرار بشكل مباشر على الخلفية الإعلامية للنزاع الحالي في فلسطين في المجتمع الغربي حيث اصبحت اسرائيل متمثلة في نتنياهو تلعب دور المذنب بعدما كانت دائما ترسخ لفكرة انها تدافع عن نفسها وأنها الطرف المعتدى عليه في المعادلة والتي كانت من خلاله تسعى لاكتساب تعاطف ومساندة الشعوب الغربية.