فريد عبد الوارث يكتب: حكمة اليوم.. علمني كيف أبيض؟
يعتبر المثل الصيني الذي يقول: لا تعطيني سمكة و لكن علمنى كيف أصطاد السمك من أشهر الأمثلة في الاجتهاد و النجاح، فهذا المثل عند تطبيقه عملياً كان من أهم الأسباب التي أوصلت الصين إلى ما وصلت له الآن، فالصين إستغلت هذا المثل فى الصناعة و الزراعة والتجارة فحققت نهضة فى وقت قياسى، فالثقافة الصينية التي خرج منها ثقافة الاعتماد على الذات و العمل و عدم انتظار الفرص كي تأتي بل إن السعي وراء الفرص و تعلم المهارات اللازمة هي السبيل إلى الوصول إلى قيم الاعتماد على الذات.
و إذا طبقنا ذلك المثل على أزمة بيض الفراخ الأخيرة التي ضربت الأسواق لوضح لنا الفرق بين من يطبق المثل عملياً و من يقرأه و لا يعتبر.
مؤخراً واصلت أسعار البيض في مصر ارتفاعها إلى معدلات قياسية، مما اضطر الحكومة لفتح الباب أمام استيراد كميات من الخارج، للسيطرة على ارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر كرتونة البيض للمستهلك إلى حوالي 180 جنيه نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي منذ أزمة نقص الأعلاف في عام 2022، بينما لا يعتقد خبراء قطاع الدواجن أن هذا الاتجاه من شأنه حل الأزمة في الأسواق، التي ظلت لفترات طويلة مكتفية ذاتيًا من البيض.
و بحسب البيانات الرسمية فقد تم استيراد كميات تصل إلى 30 مليون بيضة، و طرحها بسعر 150 جنيهًا.
و لا أدري كيف غاب عن ذهن أصحاب القرار تطبيق المثل الصيني على أرض الواقع بحيث يتم التوسع في المزارع المنتجة لبيض المائدة بديلاً عن الحلول المعلبة و المؤقته و التي تكلفنا العملة الصعبة و في نفس الوقت لا تحل الأزمة؟ يبدوا أننا سنظل ندور في دائرة الحلول العقيمة و الأفكار القديمة مع كل أزمة مفتعلة في أسواق المواد الغذائية.
فالغباء بعينه أن نقدم نفس الحلول لنفس المشاكل في كل مرة ثم ننتظر نتائج مختلفة، و كأن ما عانيناه خلال الفترة الأخيرة غير كافي لدفع صانعي القرار إلى تغيير جذري في طرق مواجهة الأزمات! فإلى متى نستخدم المسكنات في مواجهة الأزمات؟