شباب مصر يقودون التغيير في ختام فعاليات معسكر شباب تحيا مصر المستدام بشرم الشيخ

اختتمت وزارة الشباب والرياضة، من خلال الإدارة المركزية للتعليم المدني وتأهيل الكوادر الشبابية، وبالتعاون مع اتحاد طلاب تحيا مصر، النسخة الأولى من معسكر شباب تحيا مصر المستدام بمدينة شرم الشيخ. وجاء الحفل الختامي ليشهد استعراضاً للإنجازات الرائدة والمشروعات المتميزة التي أعدها الشباب على مدار أيام المعسكر، حيث طرحوا رؤى مبتكرة وتوصيات شاملة كانت ثمرة ورش العمل المكثفة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وساهمت في صياغة مقترحات ملموسة نحو التنمية المستدامة.
ويأتي هذا المعسكر كخطوة رائدة تتماشى مع المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان” ورؤية مصر 2030، واللتين تضعان هدف تحقيق التنمية المستدامة في مقدمة الأولويات الوطنية. تحت شعار “معاً نصنع غداً مستداماً”، سعى المعسكر إلى تمكين الشباب المصري من مختلف الجامعات والمحافظات من خلال توفير فرص تدريبية وتثقيفية تركز على قضايا الاستدامة، وتسلط الضوء على التحديات البيئية والمناخية الراهنة، مما يسهم في إعدادهم للمشاركة الفعالة في النسخة الـ29 من الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية المقرر عقدها في أذربيجان، حيث يجهز الشباب أوراق سياسات حول أبرز قضايا المناخ للمشاركة بها.
تضمنت فعاليات المعسكر عدة ورش عمل وأنشطة متنوعة تمحورت حول تعزيز وعي الشباب بأهمية الاستدامة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتطبيق مبادئها في حياتهم اليومية، إلى جانب استكشاف سبل الإسهام الفاعل في تحقيق التغيير الإيجابي بمجتمعهم. وتناولت الورش المتخصصة موضوعات حيوية مثل الطاقة النظيفة، الزراعة المستدامة، وإدارة الموارد المائية، حيث أتاحت الفرصة للشباب لفهم تلك القضايا بعمق، وتزويدهم بأدوات عملية تتيح لهم تقديم حلول مبتكرة تسهم في حماية البيئة، وتعزز من مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على مستوى الدولة.
أبرز المعسكر أهمية إشراك الشباب في صياغة القرارات المستقبلية، حيث شهد الحفل الختامي عروضاً للمشروعات والإنجازات التي قدمها أعضاء اتحاد طلاب تحيا مصر، الذين شاركوا في جلسات تفاعلية وناقشوا مجموعة من القضايا التي تمس مستقبل التنمية المستدامة. كما طرحوا توصيات بناءة حول الطاقة المتجددة وأهمية الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة، مؤكدين ضرورة التوسع في الزراعة المستدامة، ودعوا إلى تبني حلول عملية تواجه التحديات البيئية، ولفتوا النظر إلى أهمية ترسيخ مفهوم الاستدامة كجزء من الهوية الوطنية.
وتميز المعسكر كذلك بتنظيم حلقات نقاشية تفاعلية تجمع بين الخبراء والشباب لتبادل الرؤى، مما أثرى التجربة التعليمية وأضفى بُعداً تطبيقياً على المعرفة المقدمة. وتأتي هذه الحلقات كخطوة نحو تمكين الشباب من أن يكونوا قادة واعين بأهمية التنمية المستدامة ومزودين بمهارات التخطيط وإدارة الموارد.
وفي هذا السياق، أكد المسؤولون أن معسكر شباب تحيا مصر المستدام يعكس إيمان الدولة بأهمية إشراك الشباب في صناعة القرار، ودعمهم ليكونوا عنصراً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، في إطار الاستعدادات الوطنية للارتقاء بملفات البيئة والمناخ.
إن وزارة الشباب والرياضة تؤكد من خلال هذا المعسكر على رؤيتها الملتزمة نحو تمكين الشباب المصري، عبر تهيئة بيئة تعليمية وتدريبية تعزز من قدراتهم، وتجعلهم أكثر وعياً بالتحديات البيئية الملحة، وأكثر استعداداً للاضطلاع بدور مؤثر في تطوير المجتمع.