فريد عبد الوارث يكتب: هرمجدون.. الطريق إلى الملحمة الكبرى
باتت هرمجدون أو الملحمة الكبرى على الأبواب و إن كان البعض يطلق عليها الحرب العالمية الثالثة، حيث اشتعل العالم كله و انقسم لفرق تقاتل بعضها في غالبية الكرة الأرضية، من إفريقيا إلى آسيا و أوروبا، سنحاول ربط الأحداث ببعضها لفهم ما يدبره شياطين العالم تمهيداً لهرمجدون...
أولاً.. هناك تطوران حاسمان خلال الأسبوعين القادمين سيكون لكل منهما أثر حاسم علي الحروب الدائرة في غزة و لبنان و إيران و أوكرانيا و هما الضربة العسكرية الإسرائيلية المتوقعة لإيران و و كيفية الرد الإيراني عليها، بالإضافة إلى نتائج إنتخابات الخامس من نوفمبر الرئاسية الأمريكية و ما ستسفر عنه أخطر و أهم انتخابات أمريكية في العصر الحديث من قيادة المتحولة جنسياً أم المجنون صاحب القرارات المتهورة.
ثانياً.. يجري تسخين الجبهات و اختبار ردات الأفعال و حشد للقوات الأمريكية و البريطانية في سيناريو الحملات الصليبية التي جرت في العصور الوسطى لكن بمسميات حديثة مع محاولة استقطاب القوى المؤثرة و تحييد الغير مؤيدين من دول العالم و إلهاء القوى العظمى بحروب أخرى مثل أوكرانيا مع روسيا و تايوان مع الصين.
ثالثاً الهجوم الإسرائيلي على إيران حتمياً و جاهز للتنفيذ و هو عقاب أمريكي لنظام الملالي على دعمهم لروسيا و إرسال الأسلحة و الطائرات المسيرة و الصواريخ و ليس كما يعتقد المغيبين أنه عقاب على دعمها لحماس أو حزب الله، فما من شك أن طهران قد باعت هنية و نصر الله و السنوار و وضعتهم كروتاً للتفاوض و الهروب من العقاب الأمريكي.
رابعاً.. سيتغير شكل الشرق الاوسط و سيتم رسم خرائط جديدة و دويلات و استقطاع و ابتلاع اجزاء كبيرة من فلسطيين و لبنان و سوريا و العراق لصالح المشروع الصهيوني و إسرائيل الكبرى، حيث سيتم ضم ثلث قطاع غزة للإستيطان و المنطقة العازلة، بالإضافة إلى منطقة خالية من القرى و السكان بعمق 10 كم في جنوب لبنان، و ضم المنطقة ج في الضفة الغربية لإسرائيل و تهجير الفلسطينيين في منطقتي أ و ب إلى دولة الأردن.
خامساً... فيما يخص حزب الله اللبناني الذي يلملم أشلاءه و فلوله بعد أن أجهضت عليه آلة الحرب الصهيونية و اخترقت صفوفه منذ سنوات و قضت مؤخراً على الصف الاول و الثاني و الثالث من قياداته، فهو يعمل على نقل مئات من أعضائه من سوريا إلى لبنان و نقل عائلات مقاتليه من لبنان إلى سوريا
، تزامناً مع نقل قوات الحشد الشعبي من العراق إلى سوريا، المليشيات تتمدد و تلعب على رقعة الشطرنج العربية على حساب الجيوش الوطنية!!!
سادساً كوريا الشمالية حيث النووي ارسلت بالفعل قواتها إلى روسيا في إعلان واضح بدخولها إلى المعركة مع ما يتضمنه ذلك من مخاطر عالمية، من جانبها تتأهب كوريا الجنوبية لإرسال قوات وضباط إستخبارات إلي أوكرانيا لمساندة زيلنسكي رداً علي إرسال قوات كوريا الشمالية إلى روسيا.
سابعاً.. أجهضت مصر مشروع تقسيم السودان عبر قوات الدعم السريع بقيادة لص الإبل حميدتي و قضت على قواته و حررت العاصمة الخرطوم عبر دعم عسكري غير معلن، تزامناً مع صدام وشيك مع الحبشي آبي أحمد بعد حصاره و نشر القوات المسلحة المصرية على حدوده في الصومال، هي حرب بمعنى الكلمة لكنها غير معلنة، أيضاً أعلنت القوات البحرية السودانية سيطرتها الكاملة على الجزر السودانية
في البحر الأحمر و دحر المليشيا و الإستيلاء على القواعد العسكرية التي بنتها الإمارات بدعم صهيوني للإستيلاء على البحر الأحمر و أسر العشرات من الجنود و الظباط الإماراتيين و عدد كبير من المرتزقة.
ثامناً.. تركيا على وشك الصدام المباشر مع إسرائيل حيث يجري الاتصال بمستوى متقدم و مريب بين حكومة اليمين الاسرائيلي و المجموعات الكردية المسلحة و هناك تقارير أمنية و إستخباراتية تركية حذرت أردوغان من نتائج هذه الإتصالات التي تطورت لمستوي عقد إجتماعات دائمة مؤخراً، و وجهت تركيا تحذير شديد اللهجة بأنها لن تقبل أي علاقة بين حكومة كردستان العراق وبين أي أطراف كردية في سوريا أو في إيران أو حتي
جنوب تركيا بعد أن تأكدت من نوايا حكومة تل أبيب لتبني مشروع خطير يسمى بكردستان الموحدة الكبرى و المعلومات التركية أن نتنياهو شخصياً يتبناه، و ما يفسر التقارب المصري التركي و التنسيق الحالي بينهما في كل الملفات التي كانت محل خلافات سابقة.
تاسعاً.. الخليج العربي تحت رحمة الضربة الإسرائيلية و رد الفعل الإيراني، فإذا اشتملت الضربة منصات و آبار النفط الإيرانية حينها ستدمر إيران بترول الخليج كله و ستعيدهم إلى عصور رعي الأغنام، و ها هم يستنجدون بمصر لحمايتهم من الغضب الإيراني _ انظروا لزيارة ولي العهد السعودي لمصر و التي اعقبتها زيارة وزير خارجية إيران _ ممالك العنكبوت في مهب الريح.
و الخلاصة.... حرب وجود لأجيال و عقود قادمة قدرنا أن نحياها و أن نقاتل لأجل البقاء فالصدام قادم لا محالة و سيشمل الجميع بلا استثناء و لن ينجو أحد من مخططات الشياطين، لعلها مقدمة للملحمة الكبرى و بداية النهاية....
