فريد عبد الوارث يكتب: ذكرى أكتوبر و صبحي كابر

ثبت يقيناً سيطرة التفاهة و التافهين على المجتمع حتى بتنا نبحث عن أخبارهم كمن يبحث عن عين ماء في قلب الصحراء! و اعترف الجميع مكرهاً أو مقراً بواقع أليم أننا نحيا في زمان الرويبضة و الراقصات و الراقصين! لكن أن يسيطر خبر بيع مطعم المدعو صبحي كابر على وسائل التواصل و السوشيال ميديا متخطياً ذكرى نصر أكتوبر المجيد فذلك و الله أمر جلل و خرق للعقول خطير. 

فهل يليق بنا و نحن نرى الصهاينة يعربدون في بلادنا العربية يدمرونها مدينة تلو الأخرى و يقطعون أشلاء أطفالنا و نسائنا على مرأى و مسمع شعوبنا العربية، هل يعقل أن تتوه منا ذكرى النصر الوحيد الذي حققه العرب على إسرائيل؟؟ و في مقابل ذلك يبحث الملايين عن حقيقة بيع مطعم صبحي كابر الكبابجي!! 

إن قصة صبحي كابر مع الشهرة منذ تم تصوير المشهد الشهير في أحد أفلام عادل إمام تدعو للرثاء وتكشف مستوى البلاهه و التفاهه التي وصلناه دون أن ندري! 

حقق صبحي كابر الشهرة و كسب الملايين لمجرد مشهد تمثيلي في فيلم هابط، وسقطت دماء آلاف الشهداء و تضحياتهم من ذاكرة المصريين حين حلت ذكراهم مع يوم بيع مطعم كبابجي قد يكون مثله مثل باقي المطاعم التي تبيع لحم الحمير بأغلى الأثمان!! 

فهل يصلح ذلك الجيل لمواجهة إسرائيل؟ لعل الإجابة تكمن في ما تفعله دولة الاحتلال في فلسطيين و لبنان و سوريا، حيث الشعوب المغيبة و الذاكرة المشتته و الأمة القابعة في كهوف العري و الوهم متخلية عن دينها و ثقافتها مقابل صور العراة و أخبار التافهين!! هنيئاً لإسرائيل بجيل صبحي كابر، فهم معاول الهدم و هم بائعي الثقافة و التراث بأبخث الأثمان!! 

لله در الشاعر حين يصف حالنا قائلاً: 

في زمن الغفلة.... 

            إختلط الملح مع السكر

وتساوى التبن ....

                            مع العنبر

و ما عاد هنالك من فرق،،

            مابين اليابس والأخضر !!!

في زمن الغفلة-...

                  إختلطت كل الأوراق

واحترقت كل مشاعرنا

            ونسينا الفرحة' والأشواق

وصار الكذب' ..بساحتنا

                        صدقا"..!!!! 

و الصدق'( نفاق )

               وانتحرت فينا الأخلاق

في زمن الغفلة-..

                 إرتبكت كل الأوزان

فالرطل'يساوي أوقية

               والكيلو بضعة أطنان!!