منى صدقى تكتب : لنستعيد روح أكتوبر من جديد
أيام فخراً وعزة ، تلك التى نعيشها في هذا الشهر المبارك وتحديداً اليوم السادس من أكتوبر ذكرى النصر الكبيرفي ملحمة العبور الخالدة، التي أعادت للوطن كرامته .
وسط أجواء الفخر والعزة نستعيد روح ذكريات "نصر أكتوبر"، هذه الروح المتفائلة الممزوجة بالأمل التى لا تعرف الخسارة أو الانكسار أو الاحباط، هذه الروح الباعثة على الاجتهاد والسعي والأخذ بالأسباب، وعدم الاستسلام لآخر نفس ، فروح أكتوبر دائماً حاضرة معنا في كافة تفاصيل حياتنا .
إن ذكرى انتصار أكتوبر جعلت الأمل أسلوب حياة ، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعيش الإنسان بدون أمل ودائماً ما يكون التطلع إلى الأمام أفضل من النظر إلى الخلف فالناظر إلى الخلف لا يصل أبداً .
لذلك يظل أكتوبر العظيم «بعد أكثر من نصف قرن» هو النصر الملهم الذى لا ينبغى أن تغيب أبدًا دروسه الرائعة عن وطن يعرف كيف يقهر أعتى التحديات، وعن شعب هو الذى علَّم الدنيا كيف يصنع الحضارة وكيف يدافع عنها، وعن جيش كان على الدوام عنوانًا لوحدة وطنية صمدت لكل المؤامرات ومثالًا للتفوق العسكرى الذى ما زال يتم تدريسه فى أرقى الأكاديميات العسكرية العالمية حتى اليوم.
يأتى عيد أكتوبر العظيم هذا العام والمنطقة كلها على وشك حرب إبادة شنها العدو الإسرائيلى على غزة، والتى ينقلها الآن إلى لبنان الشقيق وسط صمت دولى ، ولكن تظل أعلامنا مرفوعة دائمًا وأبدًا على كل شبر من سيناء التى تحررت بالدم وبأغلى التضحيات ويظل جيشنا قادر على مواجهة كل التحديات ويظل دعمنا للأشقاء لا يهتز، ويقيننا كامل بأن العدوان الهمجى الإسرائيلى سينهزم حتمًا مهما لقى من دعم غربى أو تواطؤ أمريكى.
وهو مأ أكدته كلمة الرئيس السيسى الأخيرة أن الدولة المصرية لديها جيش قوى متين يحمى ويبنى ولا يجور ولا يعتدى ، خاصة ونحن نرى من حولنا دول تتساقط هى وشعوبها وجيوشها في مستنقع الفوضى والخراب والدمار بعد أن فقدت قيادتها القدرة على السيطرة على الأوضاع ، وأصبح شعبها يجرى كلاً وراء أهدافه الخاصة ومصالحه الشخصية ، لذلك لابد أن نتعلم الدرس ونأخذ العبرة من غيرنا جيداً ونكون جميعاً على قلب رجلاً واحد خلف قيادتنا وجيشناً حفاظاً على أمن واستقرار بلادنا .
ختاماً دعونا نستعيد روح أكتوبر التى تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، ويصبح الانسان عجوزاً حين تحل الأعذار محل الأمل ، فنصر أكتوبر علمنا أن النصر بأيدينا، وأن الحق تحميه قوتنا وتصونه وحدتنا ، فكل عام ونحن فى رحاب أكتوبر المنتصر، ومصر بخير دائمًا وأبدًا .