منى صدقى تكتب : مياه أسوان وحرب الشائعات
منذ أن ظهرت أزمة حالات القيئ والنزلات المعوية لدى عدد من أهالينا بقرية أبو الريش بمحافظة أسوان أطلقت الكتائب الإلكترونية إشاعة خطيرة وسخيفة " لا تشربوا ماء النيل فإنه ملوث " وراح العديد من الأهالى إلى تصديق الكلام والشائعة دون التحقق منها وبدأو فى تخزين مئات اللترات من المياه وشراء العديد من كراتين المياه المعدينة لمواجهة الأزمة التى قامت أصلاً بدون لازمة . فماء النيل طيب وغير ملوث ، ويصل إلى منازلنا مكرر ، وجاهز للاستخدام فى الشرب والطبخ والغسيل ، أجدادنا شربوا ماء النيل من دون تكرير ، وكانوا فى أتم صحة وعافية .
ولكن للأسف هناك أعداء لمصر يتصيدون لها الخطئ أساتذة فى الصيد فى الماء العكر هدفهم ضرب أمنها واستقرارها وللأسف يساعدهم فى ذلك البعض على السوشيال ميديا سواء عن جهل أو قصد ، فلم يكفهم قيام المحافظ بشرب ماء الحنفية ، التى ادعوا تسببها فى نزلات معوية ، بل ادعوا أيضأً انهيار الموسم السياحى للأقصر وأسوان ، حيث تشهد محافظة أسوان إقبالاً كبيراً فى فصل الخريف والشتاء سنوياً من السياح من مختلف دول العالم .
وهو ما نفاه إسماعيل كمال محافظ أسوان مؤكداً استعداد المحافظة لاحتفالية كبرى الجمعة القادمة لبدء الموسم السياحى ، وأكد : لم يتم إلغاء فوج واحد وهناك من يسعى لإثارة الذعر بين المواطنين .
وأقولها بكل صراحة أن تأخر بعض المسؤلين فى تفسير ما يحدث وعدم الرد السريع تسبب في خلق حالة من التعتيم، وإتاحة الفرصة لنشر الشائعات المغرضة التي تستهدف موسم الشتاء التي تنتظره المحافظة، وأهل أسوان حيث السياحة في هذا التوقيت ، وللأسف البعض ركب الموجة، ولغى عقله وتفكيره، وصدق الإشاعة، رغم أن التصريحات الرسمية من الدولة خرجت بالفعل لتؤكد سلامة المياه، واختبار أكثر من مئة محطة مياه، و تقرير مفصل عن سير الاحداث والإجراءات المتبعة وموعد انتهاء التحقيق لمعرفة السبب الحقيقي لما يحدث في اسوان .
وهو ما أكده الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة خلال مؤتمره أمس والذى أكد فيه أن حالات الإصابة بالنزلات المعوية في محافظة أسوان ستنحسر خلال أسبوع موضحاً أن أن سبب النزلات المعوية هو عدوى بكتيريا "الإيكولاي"، التي قد تتواجد في طعام ملوث أو ماء ملوث ومشدداً على أن الدولة تتعامل بمبدأ الشفافية والمكاشفة، ولا تخفي أي بيانات أو معلومات .
وفى النهاية نخرج من هذا الموضوع بأنه يجب علينا عدم تصديق كل شئ على السوشيال ميديا وانتظار المصادر والبيانات الرسمية للدولة خصوصاً إذا تعلق الأمر بموضوع يمس أمن البلاد واستقرارها وسلامة أهلها مثل موضوع المياه ، فنحن من بيدنا إما أن ننفخ النار فى الشائعة ونساهم فى نشرها أو نقتلها فى البداية ونفوت الفرصة علي المغرضين، ونحمى أنفسنا وبلادنا من توابعها ونرجو من الجميع عدم الإنسياق وراء الشائعات والمنشورات والرسائل المجهولة علي السوشيال ميديا التي تبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين.. فأسوان وأهل أسوان بخير والحمد لله وحفظ الله مصر وشعبها ونيلها من كل مكروه وسوء .