فريد عبد الوارث يكتب : حسن نصر الله.. سيناريو النهاية
ادعى حسن نصر الله قائد مليشيا حزب الله اللبناني أنه حامي الحمى و خط الدفاع الأول عن لبنان و فلسطين، و طالما أتحفنا بخطاباته الحماسية و وعدنا بضرباته الساحقة للصهاينة، مردداً شعارات أسياده الملالي و مرشدهم الأعلى القابع في طهران، و لعب فأر حزب الله على العواطف و على غياب القومية العربية و تفكك و ضياع دولها الأساسية عن خريطة العالم نتيجة ثورات الغراب العربي التي أخرجت معظم دول ما كان يسمى بدول الممانعة مثل سوريا و غيرها.
و كان الجميع يعرف _حتى و إن إدعى البعض الجهل _ أن الصراع الإسرائيلي اللبناني تحكمه قواعد اشتباك معروفة و متفق عليها لا تتعداها إسرائيل و لا حزب الله، لكن الصهاينة لا وعد لهم و لا أمان، فقد استدرجوا الحزب و تمكنوا من اختراقه بكافة قياداته حتى غرف نومهم و حتى تليفوناتهم البيجر و اتصالاتهم التي فجرتها إسرائيل في أيديهم و قتلت العشرات منهم.
و الآن، بدأت إسرائيل في تنفيذ سيناريو الإنقضاض على الحزب و إخراجه تماماً من المعادلة، و ذلك عبر الآتي:
أولاً، عانى حزب الله في الفترة الأخيرة من كيفية إدارة الصراع مع الصهاينة و طريقة إدارته ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها عبر حرب استنزاف محدودة تكون تكلفتها أقل من الحرب المفتوحة التي فرضتها عليهم إسرائيل حالياً.
ثانياً، يفتقد الحزب للإمكانيات اللوجستية و العسكرية و السياسية التي تمكنه من مواجهة الصهاينة بعد أن فرضت إسرائيل الإيقاع المناسب لها على الحرب و وسعت دائرتها لتشمل لبنان كله و كلفت الحزب و الشعب اللبناني خسائر كبيرة.
ثالثاً، تم وضع الحزب في المنطقة الرمادية التي لا يكون له فيها هدف واضح أو بمعنى أدق دور واضح بحيث بات الحزب عالقاً ما بين الحفاظ على كيانه و بقاءه و بين مواجهة و ردع إسرائيل بمل ما يتضمنه ذلك من تضحيات قد تقضي على بقاء الحزب بالأساس.
رابعاً، ليس أمام نصر الله و رفاقه سوى تغيير استراتيجية المواجهة و استخدام تكتيكات شرسة و توجيه ضربات مؤلمة داخل العمق الإسرائيلي أملاً في تراجع إسرائيل عن الاجتياح البري الكامل للجنوب اللبناني.
و أخيراً، يبقى الحزب و مصداقيته و استمراره على المحك، ويصبح قادته و داعميه من الدول الإقليمية _ إيران و أخواتها _ أمام الاختبار الأصعب خلال السنوات الأخيرة، فإما دعم الحزب و بالتالي دخول مباشر في مواجهة الأساطيل الأمريكية المرابطة في شرق المتوسط، أو خسارة الحزب و أحد أهم أوراق القوة في مواجهة الصهاينة.
خريطة جديدة و واقع أليم و تقسيم المقسم يجري على أرضنا العربية و نحن في مقاعد المتفرجين من داخل كهوف النائمين!!