فريد عبد الوارث يكتب: " لبنان الذي كان "
تم تفخيخ لبنان و وضعه على فوهة البركان منذ عشرات السنوات حيث قامت القوى الاستعمارية بزرع عوامل الإنفجار و هيأت أسباب الفرقة و النزاع، حكومات متعددة في صورة حكومة موحدة! جيوش و ميلشيات متعددة لكل فصيل، ما بين الشيعة و السنة و الكتلة المسيحية كل يبكي على ليلاه.
أعلام مختلفة و ولائات متناقضة و شعب لاهٍ لا يدري من أمره شيئاً، فحزب الله ينفذ أجندة إيران على حساب لبنان، و الجيش الوطني أقل من أن يدافع عن كيان البلد و لا يستطيع مواجهة الحزب ناهيك عن محاربة إسرائيل.
و الآن و بعد أن تم تسوية المؤامرة على نار هادئة و حان وقت جني ثمار الفرقة و الخلاف و الاقتتال الداخلي، ها هي إسرائيل تستعد للإنقضاض على ما تبقى من الولايات المتفرقة اللبنانية بكل يسر و سهولة!!
و لعل تأخير إستخدام سلاح البيجر الذي أصاب الآلاف من المواطنين و خاصة قيادات الحزب كان يهدف بالأساس إلى جمع أكبر كمية معلومات عن الحزب و خططه و تحركاته، و يثبت يقيناً أن لبنان كله مستباح للأجهزة الأمنية الصهيونية بما فيه حزب نصر الله الذي لا يملك سوى الجعجعة و إطلاق صواريخ البمب، هي حرب سيبرانية بمعناها الواسع و نتائجها الكارثية على لبنان كله.
لا تنتظروا عملية برية إسرائيلية محدودة، الصهاينة لن يخترقوا حدود لبنان من أجل أهداف محدودة، فسوف تتحول إلى عملية كبيرة و احتلال مناطق إذا لم يواجه بقوة وشراسة و يدفع ثمناً باهظاً. فالحرب ليست سوى الوسيلة الأقوى لتحقيق الأهداف السياسية للطرف المنتصر.
و كعادتنا نحن العرب، سيقف لبنان وحيداً بدون ظهير و لا سند سوى عبارات للإستهلاك المحلي لا تثمن و لا تغني من جوع!! أو اجتماع بلا قيمة لجامعة الدول العربية التي اتفق أعضائها على ألا يتفقوا أبداً.
و لعله من سوء الطالع أننا نحيا في زمن الصهيونية العالمية بكل شرورها و إمكانيتها و داعيميها مقابل أسوأ فترات العرب على مر التاريخ، أوطان مهللة و ممالك ضائعة و عصابات متحكمة في مصير البلاد و العباد.
إذن لبنان على فوهة البركان و شعبه على قارعة الطرقات لا يدري إلى أين يذهب و كيف يحتمي من أعداء الداخل قبل الخارج، بلد عربي جديد في دائرة النسيان!!!
و ليس أمام فأر حزب الله سوى القتال لآخر طلقة و آخر رجل فقد حانت لحظة القضاء عليه و أخذ الصهاينة الضوء الأخضر بتمزيق لبنان و تقسيم المقسم و التوسع في سوريا و الاقتراب أكثر و أكثر من بلاد الحرمين الغارقة في مهرجانات العري و الرقص و مواسم الرياض الفنية!!
بالأمس غزة و الضفة و اليوم لبنان و غداً.....
ليتكم حافظتم على أوطانكم مثل الرجال فها أنتم تبكونها كما النساء.