منى صدقى تكتب : خالص عزائى إلى " أم الصابرين "

عزة محمد السيدة العجوز التي فقدت ابنتيها وحفيدتها، وأصيب اثنين من احفادها، في حادث تصادم قطارين بالزقازيق مساء السبت الماضي ظهرت كطفلة مستسلمة بين أحضان الوزيرة  مايا مرسي بعيون برئية عبرت عن كل شئ فى لحظة انسانية أرهقت فيها تقلبات الأيام " أم الصابرين " كما لقبت مؤخراً .
مشهد احتضان الوزيرة مايا مرسى " أم الصابرين " والتى خلعت فيه الوزيرة ثوب السياسية والسلطة جانباً وفتحت ذراعيها لضم إمرأة ابتلاها الله بلاءاً شديداً يصعب على الجبال حمله جعلها بطلة الأسبوع لما حملته قصتها من مآسٍ عكست قوة  المرأة المصرية وصلابتها وبما تتميز عن غيرها، وما تقدمه لمجتمعها الصغير بدءًا من الأسرة، وصولًا إلى المجتمع العام .
تلك السيدة التى أصبحت بين ليلة وضحاها مسئولة عن 9 أيتام هم  احفادها بعد أن فقدت قبل أربع سنوات اثنين من أبنائها تركا لها ثلاثة أحفاد ليضعها الله في اختيار جديد وهو فقدان اثنتان من بناتها في حادث تصادم قطارين بالزقازيق لتصبح العائل الوحيد عن 9 احفاد تكافح من أجل تربيتهم من خلال عملها على فرشة بسوق الثلاثاء .
و يبقى الأثر المعنوي فوق كل اعتبار، وأهم من الجانب المادى ، فلا مال، ولا جاه، ولا أي كنوز الدنيا تعوض هذه المرآة عما فقدته  وهو ما شعرت به أم الصابرين، من أمهات مصر، بدءًا بالسيدة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعى ، وصولًا لسيدة مصر الأولى انتصار السيسي التى اتصلت بها شخصياً تحمل لها رسالة مفادها " مصر في ضهر كل نسائها العظيمات.. كل ما تحتاجيه ستجديه في مصر الخير.. قلوبنا، ومشاعرنا، معك دائمًا وأبدًا " لتكون لها هذه المكالمة وكأنها العوض الذي انتظرته سنوات طوال لتتأكد بأن الله لم ينساها أبدًا وتتحول إلى مثالًا ونموذجًا يٌقتدى به، ويحظى بتقدير الجميع، صغار وكبار، مسؤولين وعوام .
كذلك بادر المسؤول السعودي الكبير تركي آل الشيخ بالسؤال عن السيدة المصرية العظيمة وتعهد بتوفير كل سبل الدعم التي تحتاجها، وهو ما جعله تشكره على حسه وروحه في التعامل معه .
ختاماً فإن في كل شارع في بلادي، "أم للصابرين "، بطلة مقاتلة تواجه حياة قاسية دون أن تتمرد، راضية بما قسم لها الله، مجاهدة في سبيله ورفعة أبناءها وأحفادها، وبأمثالهن تقوم الأوطان وتٌبنى الأمجاد، وتستمر المسيرات ، وخالص عزائى " لأم الصابرين " فى مصابها وأسال الله أن يربط على قلبها وأن يرزقها الصبر والسلوان .