ناكر الجميل
نكرانُ المعروف هو دليلٌ واضحٌ على سوء أخلاق كلّ من يقوم به، فدائماً ما نقدّم لهم يد العون والمعروف فيقابلوا ذلك بنكران الجميل، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فمن الأمور التي يجب المحافظة عليها عدم نكران معروف لإنسان قدّم لنا الكثير
فنكران الجميل هو ان لايعترف الانسان بلسانه وقلبه بالمعروف وصانعه فيصبح كما لو انه لايعرف معني الشكر .. يحقر المعروف ويقلل من شأن صاحبه فيصبح بذلك جاحدا ..
ناكر الجميل هو أكثر الناس بلا قلب، ولا إحساس قد يتسبب بردة فعل سيئة لمن ساعده، واحتاج إليه
من الطبيعي ان النفس البشرية تحب من يحسن اليها فيحول مشاعرها الي ما هو اقرب من برائة الطفولة ..
فالنفس التي تنكر الجميل هي نفس لئيمة لان الكريم هو الشكور واللئيم كفور لذا فنكران الجميل يتنافي مع النفس السوية السليمة وخير مثال عندما نذهب الي حجرة دار المسنيين الذين قد طالت احلامهم ووطئت الحسرات وسادتهم لان يسمعوا بعد طول انتظار كلمة والدي او والدتي من الذين سقوهم خيرا طيلة حياتهم وذهبوا دون عوده بعد ان تركوهم يتلوعون آلما في مكان لا يرون فيه سوي اشباه أمثالهم .
وصدق المتنبي عندما قال :
إن انت أكرمت الكريم ملكته
وإن انت أكرمت اللئيم تمردا
فالانسان الناكر الجاحد تابع لجزور لئيمة تحتقرها منابت الارض .. انسان لا يفارق الشر عيناه .. فاصبح كما الغراب يتشائم كل من رآه ..
فالحياة ليست دائمة لأحد فهي دولاب متحرك ينتهي جيل وياتي جيل ويأتي اخر ' فالخير وان قل فإنه ببركة الله يعم ويملأ الكون . والشر وإن زاد فهو لا يضاهي ذروة خير من اي انسان .
فنحن كبشر أسوياء نعاشر الجاحد واللئيم والشكور والطيب فمنهم من احسنت اليه شكرك وحفظ لك الجميل ولم ينسي اي موقف طيب لك بل حفظه في قلبه ووجدانه وكلما مرت بذاكرته تلك المواقف تمسك بمن وقف الي جانبة وكبرت مكانته في حياته ولم يتخلي عنه لاي سبب كان .. هؤلاء هم الاسوياء عقلا وتفكيرا واصحاء النفوس .
ومنهم من تحسن اليه فيقابلك بالنكران والجحود وقسوة القلب هؤلاء هم مرضي النفوس الذين لا يعرفون الا الحقد والكراهية ويفتقدون معني الانسانية والرحمة ولا يوجد في قاموس حياتهم اي معني للمحبة والتسامح .
ولنتذكر دائما إن المؤمن ينبغي عليه ان يكون وفيا شاكرا لأهل الإحسان ذاكرا للجميل حسن العهد بمن احسن إليه يحفظ الود ويرعي حرمة من له صحبة وعشرة طويلة لا ينسي المعروف لأهلة ولو طال به الزمان