18:10 | 23 يوليو 2019

فريد عبد الوارث يكتب: مصر.. أثيوبيا " المسافة صفر "

9:37am 12/09/24
فريد عبد الوارث
فريد عبد الوارث

انتشر مصطلح " المسافة صفر " في التحليلات العسكرية للحروب الحديثة و هو مصطلح قديم تم استخدامه سابقاً في الحروب التي خِيضت في العصور القديمة منذ أيام السيوف و الرماح، و قد اعتُمد هذا التكتيك حينها كأسلوبِ مواجهةٍ و نمطٌ دفاعيٌ يستعمل التكتيك الهجومي و يعتمد على المواجهة المباشرة بين حروب الشجعان ( مكشوفي الصدر و الرأس ) و حروب الجبناء المختبئين في الكتل الحديدية ( الدبابات) التي لا يستطيع من خلالها أي فرد أن يرى أو أن يميز اي ظاهرة طبيعية أم اصطناعية و لذلك يصف البعض الحروب الحديثة بحروبِ الجبناء كونها حروباً تُدار من قلبِ الدبابات أو الطائرات. 
استغرب الكثيرين من موقف مصر و طريقة تعاملها مع أخطر مشكلة تواجهها في العصر الحديث و هي محاولة تعطيش شعبها عبر بناء سد النهضة الأثيوبي،  سنوات طويلة مدت خلالها مصر أيديها بالسلام و التعاون و التفاوض أحياناً و بالتحذير من عواقب الخطوة الأثيوبية حيناً، ليس ذلك و حسب فقد طرقت مصر كافة أبواب الشرعية الدولية و المنظمات الأممية لحل تلك المعضلة دون جدوى! حيث قابلتها الحبشة بالمماطلة و التسويف و الهروب للأمام لجعل السد أمراً واقعا. 
الصبر الاستراتيجي المصري في ملف سد النهضة يعتبر درساً عالمياً سيدرس في المدارس السياسية العالمية،  فلم ينجح أحد في استدراج مصر لحرب أثيوبيا حين لم تكن مستعدة لذلك و بينما تستعد و تتهيأ لم ينقص متر مكعب من حصة مصر في نهر النيل، و حين تحركت مصر لمحاصرة الحبشة عسكرياً أحدثت زلازالاً عالمياً غير متوقع و جعلت آبي أحمد فاقداً للتوازن و لا يدري من أين تأتي الضربات!! 
عشرة آلاف من وحوش القوات الخاصة المصرية يمثلون جيشاً متكاملاً مسلحاً بكافة الأسلحة الثقيلة و مدعوم جوياً و بحرياً على حدود أثيوبيا في ساعات قليلة كانت كفيلة بقلب الطاولة على رأس الأحباش و داعيميهم و فرض امر واقع جديد على القرن الأفريقي بالكامل. 
و إذا أضفنا المعاهدات العسكرية التي تم توقيعها مع دول الجوار الأثيوبي من كافة الاتجاهات و التي كان آخرها مع أريتريا فسنعرف حينها كيف أحكمت القاهرة الحصار و سنرى ثمار الصبر الاستراتيجي و مجهود صقور مصر خلال عشر سنوات على الأرض. 
ثم نأتي لجبهة السودان أحد أهم الاوراق التي راهن عليها الأحباش لشق الصف و تكبيد مصر خسارة كبيرة مع الخرطوم،  فقد تم إنهاء الملف السوداني بشكل كبير و جلس البرهان مع قائد الدعم السريع و تم تسوية الخلافات بمجهود مصري خالص سعياً لوقف الحرب الأهلية في السودان و قريباً سنرى القوات المصرية لحفظ السلام على حدود أثيوبيا من ناحية السودان وهو ما يعني فرض الرؤية المصرية على السودان و إفشال مخططات تقسيمه. 
لم يكن الوصول لتلك المرحلة سهلاً بل تطلب تضحيات مصرية كبيرة على المستوى الرسمي و الشعبي و تحمل الحرب الاقتصادية التي تم إدارتها على مصر، كما تطلب شراء صفقات أسلحة عسكرية نوعية من مختلف دول العالم و التي كان آخرها الأسلحة الصينية الحديثة جداً مثل المقاتلات الشبحية التي تعادل مقاتلات إف 35 الامريكية،  فضلاً عن الغواصات الألمانية و القطع البحرية الحديثة من الدول الأوروبية و أحدث الأسلحة الروسية و غيرها الكثير و الكثير.... 
درس تاريخي في تفكيك خيوط المؤامرة ، و الاستسلام الاستراتيجي من قوى الشر العالمية للرؤية المصرية و تحرك مصري رائع على رقعة الشطرنج في الوقت الذي حددته القاهرة دون تأخير أو استدراج برؤية و استراتيجية مصرية خالصة. 
و ها نحن نرى آبي أحمد صاحب سد الخراب و ذيل الصهيونية العالمية و هو محاصر من كل الاتجاهات و لا يملك سوى إطلاق التصريحات بينما يرى بإم عينه الإمبراطورية الأثيوبية و هي تتفكك و تتقاتل و تنشق ولاية تلو الأخرى دون القدرة على إطفاء الحرائق التي اشتعلت في كافة الولايات و بين جميع العرقيات الأثيوبية. 
تحية إعزاز و فخر بصقور مصر و جيشها خير الجند و قيادتها السياسية المخلصة،  فسوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام جهودهم في مختلف الجهات،  حفظ الله أبنائنا في كل الجبهات،  و السلام.....
 

تابعنا على فيسبوك

. .
izmit escort batum escort
bodrum escort
paykasa bozum
gazianteplie.com izmir escort
18 film izle erotik film izle
deutsch porn